============================================================
وفي تلك الأيام زاد الأمر على موسى ابن التاج اسحاق بالعقوبة إلى أن بلغ منها مبلغ عظيم، وهو صابر إلى ان اقتضى رأي النشو، فتحدث مع السلطان وعرفه أن الصندوق المطلوب عند زوجة موسى، فرسم للولو بطلبها، وكانت قد اختفت، فساقتفى التشو اثرها إلى آن وقعت 8ظ وسلمت // للولو. واتفق في أمرها ما لا يسمع به أحد في دولة من الدول، ولا بلغ أحد من الظلم مبلغها، وهي آنها كانت حامل، واحضروها إلى العقوية فعوقبت بالمعاصير والكسارات(1)، وتنوعوا قي عقوبتها، وهي صابرة، وأقام ذلك أيام وهم يكرها عليها العقربة واتفق يوم عتوبتها وقع بها الطلق، وولدت ولا ذكر، ورحموها بيت الأكوز إلى آن سيروا لها خرق بيض وشيء سترت حاهسا وولسدها به، وخاطبوا الاكوز في أمرها، فعرف للسلطان بما اتفق لها، فرسم بإبطال العقوبة عنها، وكانت بنت شمس السدين غربيال(2)، وأخبرني أن آختها سالتها، وقالت : "يا أختي، كيف كنت تحملي هذه العقوبة كلها؟" وأنها قالت: " والله يا أختي، ما كنت اعرف بضرب ولا بعصر إلا اول وهلة، ولم أرجع أحس بشيء مما يصنعوه وكانت الأمراء والجند والعامة تقف في بعض الأوقات ويسمعوا عقوبتها وعقوبة زوجها، وما منهم أحد إلا ويدعي على من هو السبب في ذلك، ويتوجع ويتباكوا مشهورين بذلك إلى آن بلغ النشو آن أولاد 9و الجيعان(2) تكلموا في آمرهم، والتوجع (( لعقوبتهم، هم ونساؤهم، (1) هي من أدوات التعذيب، كما يتضح من اللقظ والسياق، ولم آحد في المصادر التي بين يدي على تعريف يتجاوز هذا الوصف العام، إلى التحديد الدقيق وللاطلاع على انواع أدوات التعذيب التي كانت معتمدة في العصور الاسلامية، راجع: التنوخي، كتاب الفرج بعد الشدة: 394 - 468.
(2) كذا؛ والمقصود: غبريال.
(2) في المقريزي (2/2: 384): * أولاد ابن الجيعان كتاب الاسطيل" 171
Page 261