250

Nuzhat Nazir

Genres

============================================================

ولده، اضربه قدامه، فأحضروه وعروه وضربه، وهو ينظر ويتحسر ويتوجع لولده، وقال : "يا خوند، إيش كان ولدي حتى تضربوه؟، قال الأكوز للولد بالتركي : قله انت، ما قلت لعبد السرزاق هذا جلد، اضربوا ابنه قدامه حتى يخرج المال" فقال لولو له ذلك القول، فسكت، وصار يتحدث مع الاكوز وهو باهت لكلامه [ثم ] قال للولو: " قله والله أنت تتكلم كلام كثير، وأنا بالعربي ما أعرف، وأنت اخترت 82و أن يبساشر معك (/ رجل غتمي يقول إذا سمي الخبز قبز، وأنا ما اعرف الذي يقوله" فانظر الى صنع الله كيف أظهر على فلتات لسانه ما قوصص به عاجل، فظهر لعيانه غلوائه. وقوله تعالى: ووجدوا ما عملوا حاضرا، ولا يظلم ربك احدا)((1) وتم الأمر إلى ان أوجعته العقوبة ، وقويت نفسه عليه، فنزل إلى جامع الصالح(2) ليدبر الحمل، فأخذ سكين وضرب بها نفسه في زردمته(2)، فأراد الله بشفاه وعقوبته، فلم يقطع منه الا الجلد، وأسرعوا واخذوا السكين من يده، وطلعوا به الى الأكوز وعرفوه ما اتفق منه، فضربه ضرب مؤلم بالمقارع، وتنوع في عقوبتهم إلى أن ضرب القصب في اظافير ابن أبو الزين، وصاروا ينزلوا كل يوم ويحملوا الى بيت المال . وأما الناظرين برهان الدين ابن البرلسي وتقي الدين ابن الاقفاصي، فإن النشو كان يسير ابن صابر يطلع إليهم، ويقول: "يا سيدنا، رسم القاضي شرف الدين أن تحملوا مال السلطان" " يقول ابن البرلسي له : "انزل يا قطعة تنحس، ومن هو النشو حتى تقول رسم ؟4، وينهره ويعظم نقسه، وكانت نفسه فيها عظمة، وله رياسة، (1) سورة الكهف، الآية 49.

(2) بناه الصالح طلائع بن رزيك وزير الفائز والعاضد الفاطميين خارج باب زويلة، بقصد نقل رأس الامام الحسين من عسقلان إليه القلقشندي 3: 362؛ المقريزي، الخطط 2: 293 - 294.

(3) في المقريري، السلوك (2/4: 382): مقلما اشتد به البلاء ضرب نفسه بسكين في حلقومه

Page 250