201

Nuzhat Nazir

Genres

============================================================

بأسرها، وقد دخل البلاد وما دخل إلا لأمر في نفسه. وكان أبو سعيد يعلم حاله مع السلطان وغيظه عليهم في كل وقت، ويسير لأبو سعيد وجوبان آن يكونوا عون له على طردهم ولا يدعوهم يدخل (1) بلادهم، ولا يقيموا بأرضهم . فسير إليه القراولية(2)، وكتب للنواب بالإقامات تحمل إليه واكرامه واحترمه إلى أن وصل إلى الأردو، وركبت إليه الأمراء، ودخل على أبو سعيد، وتلقاه وأكرمه ورحب يه، وطلب الوزير(2) وعرفه ان يكون متبتل لخدمته، ولم يساله ذلك اليوم عن شيء من سبب حضوره اليه.

وأخبرني مجدالدين السلامي آن أبو سعيد، لما وصل إليه خبر مهنا 5ظ وحضوره، ذكروا أمر أشيع في الأردو أن مهنا ما // دخل هذا البلاد وتقرب لأبو سعيد إلا أن يطمعه في آخذ البلاد، ويكون هو وعربه عون له على أخذها. وبقي ذلك في خاطر السلامي إلى أن اجتمع بالوزير وعرفه تلك الإشاعة ، وانه يخشى من أمر فساد الصلح بين الملكين(4)، فاقتضى راي الوزير آن يصبر إلى حيث يحضر ويتبين حضوره إيش سببه؟. واتفق انه اجتمع بسابو سعي: ثاني دفعة، وسأله آبو سعيد عن سبب حضوره، فقال : "نحن ناس عرب، وعلينا طاعة مفروضة للملوك، ورآينا من سلطاننا أمر فخشينا عاقبته، فخرجنا عن طاعته، فسير يقول : "اخرج من بلادي، فخرجت من بلاده إلى بلادك، ونزحت من طاعته، فإن قبلتنا أقمنا، وإن كنت تكره جوارنا رحلنا عنك، فالبر للبدوي متسع": فقال له أبو سعيد: "البلاد بلادكم، وحلت بك البركة" وأن بعض (1) الأصل في الدراجة، والمقصود: يدخلوا.

(2) مفردها قراولي، وهم جماعة من العسكر المغولي كان يناط بهم كشف وحراسة الطرق: (2) يقصد جوبان وزير آي سعيد الرى: (4) إشارة إلى الصلح الذي حصل بين الناصر محممد وأبي سعيد سنة 1322/722، اثر وساطة ناجحة قام بها مجد الدين السلامي، راجع الصفحة 170، حاشية رقم 3.

Page 201