Nusrat al-Qolayn by Imam al-Shafi'i
نصرة القولين للإمام الشافعي
Investigator
مازن سعد الزبيبي
Publisher
دار البيروتي
Publication Year
1430 AH
Publisher Location
دمشق
Genres
المسلمين ، دليلاً على فساده وقُبْحِ رُؤْيَةِ صاحبه.
وأمَّا بَيِّنَةُ من أبطل الاجتهاد؛ فأعظم من ذلك :
زعم أنَّه كيف يصلح أنْ يكون الحكمُ بالاجتهادِ والقياسِ لله ديناً، مع اختلافِ أمرِ المجتهدين، وتَشَابُهِ وجوهِ العِبْرَةِ على القائسين، وتَذَرَّعَ (١) بقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء: ٨٢/٤].
فقوبل بما لا (٢) يدافع من الأخبار ظاهرُها، قوله عليه الصلاة والسَّلام: ((مَنْ قال لا إله إلاّ الله دَخَلَ الجنَّة، قيل يا رَسولَ الله: وإنْ زَنى وإنْ سَرَقَ؟ قال: وإنْ زَنى وإنْ سَرَقَ))(٣)، مع قوله عليه الصلاة والسَّلام: (( لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْني وَهُوَ مُؤْمِنٌ، ولا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهوَ مُؤْمن))(٤).
هَرَاقَهُ. وقد يجمع بين الهمزة والهاء، فيقال: أَهْراقَهُ يُهْرِيقُهُ، ساكن الهاء تشبيها له بأسطاع يُسْطِيعُ ، كأنَّ الهمزة زيدت عوضاً عن حركة الياء في الأصل، ولهذا لا يصير الفعل بهذه الزّيادة خماسيًّا. انظر (المصباح المنير للفيُّومي المقْري ١ /٢٤٨ مادة (ريق) بتصرف).
(١) في / خِ/: وتزع. والمراد بها: احتجَّ، أي: اتخذ الآية ذريعة وحجَّةً يؤيِّدُ بها رأيه.
(٢) - لعلّ (لا) زائدة والصحيح: فقوبل بما تدافع من الأخبار ظاهرها، وعبارته بعد أربعة أسطر (وضاق بما رأى من التدافع ذَرْعُه) تؤكِّدِ ما ذهبنا إليه. أو عند إثباتها نقول: فقوبل بما لا يمكن دفعه وإنكاره من الأخبار الَّتي ظاهرها الاختلاف والتعارض، كما في ( وإن زنى .. ) وحديث (لا يزني).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب الجنائز الباب الأول تحت رقم / ١٢٣٧ / عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ((أتاني آتٍ من ربّي فأخبرني - أو قال: بشَرني- أنَّه من ماتَ مِنْ أُمَّتي لا يُشْرِكُ بالله شيئاً دخل الجنَّةَ. فقلتُ: وإنْ زنى وإنْ سرق؟ قال: وإنْ زَنى وإنْ سرق)). انظر (فتح الباري ج٣/ ١٤٢). وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب / ٤٠/ حديث رقم/ ١٥٤/، انظر (شرح النووي على مسلم ج٢/ ٢٨١).
(٤) انظر (فتح الباري في كتاب المظالم باب/ ٣٠/ ج٥/ ١٤٨ تحت رقم / ٢٤٧٥/ ). و(شرح النووي على مسلم في كتاب الإيمان الباب الرابع ج٢/ ٢٣٠ تحت رقم / ٢٠٠/). وأخرجه غيرهم.
64