232

Al-Nūr li-ʿUthmān al-Aṣamm

النور لعثمان الأصم

Genres

الباب الثامن والتسعون والمائتان

في ذكر انقلاب إبليس والشياطين والسحرة عن صورهم

قال الشيخ أبو سعيد: ومن قال: إن الجن يتصورون في صورة الدواب، فمعنى أن ظواهر الأخبار: أن الجن قد يكون منهم ذلك، أن يتشبهوا بصور الإنس والدواب والطير، وأنهم يطيرون، على معنى الطير، في معنى صور الطيور.

وكذلك بعض الإنس، ممن يضاف إليه السحر، ممكن يكون منهم نحو هذا، وليس ذلك عندي بمعدوم من الجن، ولسنا ممن يدعي ذلك على الحقيقة، ولا ينفيه على الحقيقة، إلا أن يصح معنا ذلك. وبالله التوفيق.

الباب التاسع والتسعون والمائتان

في اختفاء إبليس والجن

والحكمة في تغييبهم عن الأبصار

من كتاب المجالس:

الجواب: من ذلك أن الله تعالى خلق الشياطين، في أقبح صورة، وأشنع هيئة، فلو جعله الله ظاهرا لخافه بنو آدم، فأخفاه لئلا يخافوه، وجعله بحيث استعان بهم ونحو مكرهم، وأيضا فإن للمؤمنين أعداء ظاهرين وهم الكفار، فأمروا بالجهاد معهم ظاهرين، وجعل الشياطين مستورين، فأمروا بالجهاد معه في السر، لينالوا أجر الجهاد الظاهر، والجهاد الباطن. وبالله التوفيق.

الباب الثلاث المائة

في خلق إبليس - لعنه الله -

فإن قال قائل: أخبرني عن إبليس، من خلقه؟

قلنا: الله خلقه.

فإن قال: هو خير، أم شر؟

قلنا: إن كنت تعني أن بدن إبليس وخلقه شر، تعني أطاعه ذلك أم معصية؟ فبدن إبليس ليس طاعة ولا معصية.

وإن كنت تعني أشر هو، تعني كثير الشر، ومحب للشر، فنعم فعله شر.

Page 232