هل يجوز في صفة الله التهنئة أم لا يجوز؟
فذلك عندنا غير جائز على الله أن يهنأ بشيء، لأنه تعالى غني، والحمد ممن حمده، لا يحجر عن معاصيه، إنما الحجر عن المعاصي، وبتوفيق الله.
قلت: فإن كان لا يجوز، فما يكون القائل مشركا، أو كافرا؟
فما أقول: إنه يبلغ به إلى الشرك والله أعلم، وإن لم يتب، كان ما أقربه إلى الخطأ والإثم.
قلت فإن قال: يا طاهر، يعني بذلك الله، هل يجوز هذا في صفة الله؟ وما معنى الطاهر، من طريق الطهارة؟
فأما إن كان القائل قصد إلى معنى أن الله طاهر عن الأشياء، فعسى؛ لأن القدوس: هو الطاهر، والتقديس: هو التطهير، والأرض المقدسة: هي المطهرة، فعلى هذا يجوز.
ولا يجوز أن يوصف الله بغير ما وصف به نفسه، في كتابه، أو يعرف معنى تأويله. ومعنى ما يقول.
قلت: وكذلك يوجد في بعض الآثار: أنه يستحب أن يقول في الصلاة: أشهد أن لله ما ادعى، وأنه برئ ممن تبرأ، هل يحسن هذا؟ وهل يجوز أن يوصف الله بالادعاء، أو يضاف إليه الدعوى، وهو الصادق المصدق، وقوله الحق؟ وإن كان ذلك لا يجوز، ولا يحسن، فما يخرج عندك تفسير ما ذكرت؛ لأنه يوجد في الأثر؟
قال: الذي يجيز ذلك، وقال به فلعل معناه في ذلك لا يذهب إلى الدعاء والدعوى وإنما يذهب أن الله الخلق والأمر، وله الحكم، كما ذكر في كتابه: أن ( له الخلق والأمر)، وأنا شاهد بذلك على ما قال وهذا عندي تفسيره، والله أعلم
وأما من لا يجيزه وكرهه، ولا يقول به، ولكن يقول: أشهد أن له الخلق والأمر والحكم، كما ذكر في كتابه.
قلت: وكذلك إن قال: يا خير الأصحاب؟
قال: إن عنى بذلك حافظا ومدبرا، جاز ولا يجوز على غير هذا المعنى، وبالله التوفيق.
الباب الرابع والسبعون والمائتان
فيما يجوز في الدعاء ومالا يجوز
أبو الحسين البسياني - قلت: هل يجوز أن يقول الإنسان في دعائه: الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين؟
قال: بهذا نطق كتاب الله، وجائز القول به.
Page 195