ومنها: ما هي أسماء وصفات. فالآتي أسماء ليست بصفات، فاسم الله الرحمن فهذان الاسمان مخصوصان لله، ليسا بصفات. واللاتي صفات، ليست بأسماء.ذ فخالق وبارئ ومصور، وما شاكل هذا، واللاتي تجمع الأمرين جميعا: الرحيم والقدير الغفور العليم القاهر الجبار المتكبر، وما شاكل هذا، مما يخرج عن الفصلين المتقدم ذكرهما. وبالله التوفيق.
الباب الثمانون والمائة
في أسماء الله الذاتية والصفاتية
والفرق بين أسماء الذات وأسماء الصفات
وأسماء الله صفاته - عز وجل - من ذاته
فصفات الذاتية قديمة. ولا يجوز أن يقال: هي هو، ولا هي غيره، ولا هو غيرها.
وصفات الفعلية، فيه غيره وهي محدثة. والاسم عبارة عن صفة الله. وهو من المتكلم به محدث.
وكذلك صفة الواصف محدثة؛ لأن اللفظ محدث وهو غير الله. والموصوف قديم، لم يزل. والمعنى بالصفة، هي الموصوف. وهو لم يزل. وهو الله وصفاته، على ما ذكرنا، من الذاتية والفعلية.
مسألة:
معرفة صفات الذات وأدلتها: أنه تعالى يوصف بها، ولا يوصف بضدها. وصفات الفعل، يوصف بها وبضدها.
فصفات الذات، نحو قولك: لم يزل عالما وقادرا وسميعا وبصيرا وحيا وقاهرا.
وصفات الذات، لا يجوز أن يوصف بضدها. ألا ترى أنك تقول: لم يزل عالما. ولا يجوز أن تقول: وقد كان غير عالم، ثم علم. وتقول: لم يزل قادرا. ولا تقول: وقد كان غير قادر، ثم قدر. فما كان من صفات ذاته، فيوصف بها. ولا يوصف بضدها.
وصفات الفعل، يوصف بها، ويوصف بضدها. ألا ترى أنك تقول: خلق ولم يخلق. وتقول: خالق، وقد كان غير خالق. ثم خلق. وتقول: رازق، وقد كان غير رازق. وأعطى ولم يعط، وأطعم ولم يطعم.
وإنما يجب له الوصف بهذا، وما كان مثله من صفات الفعل، بعد الفعل. ولا يوصف بشيء من هذا، قبل أن يفعله. وكل صفة ذات فجائز أن يقال فيها: لم يزل، كقولك: لم يزل عالما وقادرا وسميعا وبصيرا. وكل صفة فعل، فغير جائز أن يقال فيها: لم يزل خالقا وبارئا ومصورا ورازقا؛ لأن هذه الصفات فعلية. فإذا وصف بها فقلت: لم يزل، أوجبت قدم الفعل. والله لم يزل واحدا، ثم أحدث الأشياء، فهي محدثة. فلذلك لم يجز أن يقال فيها: بلم يزل.
Page 151