خُرق لنبيّ من العادات يجوز أن يُخرق لغيره من الصالحين، بل ومن السحرة والكهان.
لكن الفرق أنّ هذه تقترن بها [دعوى] ١ النبوّة؛ وهو التحدّي٢.
من أصول الأشاعرة
وقد يقولون: إنّه لا يمكن أحدًا أن يعارضها، بخلاف تلك. وهذا قول من اتّبع جهمًا٣ على أصله في أفعال الرب من الجهمية٤، وغيرهم؛ حيث جوّزوا أن
يفعل كلّ ممكن٥؛ فلزمهم جواز خرق العادات مطلقًا على
١ في «خ»: دعوة. وما أثبت من «م»، و«ط» .
٢ انظر: البيان للباقلاني ص ٤٨.
٣ هو الجهم بن صفوان الراسبي مولاهم، أبو محرز السمرقندي. رأس الفرقة الجهمية. قتله سلم بن أحوز نائب أصبهان سنة ثمان وعشرين ومائة. كان يقول: إنّ العباد مجبورون على أفعالهم، وإنّ الإيمان هو المعرفة بالله فقط، وإنّ الجنّة والنار تفنيان وتبيدان، وإنّ القرآن مخلوق. وكان يُنكر صفات الله ﷿ وأسماءه، ويقول: إنّ الله في الأمكنة كلها. تعالى الله عما يقول الجاهلون علوًا كبيرًا.
انظر: الفرق بين الفرق ص ٢١١. والبرهان في معرفة عقائد أهل الأديان ص ٣٤. وسير أعلام النبلاء ٦/٢٦. والبداية والنهاية ٩/٣٦٤. والخطط للمقريزي ٢/٣٤٩.
٤ هي فرقة تنتسب للجهم بن صفوان الراسبي. وقد تبعته في معتقداته كلها. لاحظ التعليقة السابقة.
٥ وهذا قول من يُنكر حكمة الله، والأسباب التي جعلها الله سببًا لحصول بعض الأشياء. ولا فعلَ للعبد عندهم، والله هو الفاعل. وهذا هو قول الأشاعرة.
انظر: الإرشاد للجويني ص ٣١٩، ٣٢٢، ٣٢٦. وأصول الدين للبغدادي ص ١٣٨، ١٧٢، ١٧٦. والملل والنحل للشهرستاني ١/٩٧. ومنهاج السنة النبوية لابن تيمية ٣/١٣، ١١٢.
وسيأتي توضيح لهذا الأصل عند الأشعري. وانظر شرح الأصفهانية ٢/٦١٧.