فلما وقفت بين يديه سلمت عليه بالخلافة، فقال: لا حياك الله ولا رعاك. فقلت له: مهلا يا أمير المؤمنين، إن ذنبي يستوجب القصاص، ولكن العفو من شأن الكرام، وقد جعلك فوق كل عفو، كما جعل ذنبي فوق كل ذنب، فإن تقتل فبعدلك، وإن تعف فمن فضلك، ثم أنشدت:
ذنبي إليك عظيم
وأنت أعظم منه
فخذ بحقك أو لا
فاصفح بحلمك عنه
1
إن لم أكن عند فعلي
بين الكرام فكنه
فرفع المأمون رأسه، ونظر إلي، فعاجلته قائلا:
أتيت ذنبا عظيما
Unknown page