251

على عمر بن عبد العزيز فقالت له: أنا ابنة عبدالله ابن زيد شهد ابي بدرا وقتل بأحد، فقال سلي ما شئت فأعطاها (322). قلت: لو كان عبدالله بن زيد كما يقولون أنه رأى الاذان لذكرت ابنته ذلك عنه كما نقلت حضوره بدرا وشهادته في احد كما لا يخفى. (سادسها) ان الله عزوجل حظر على الذين آمنوا ان يتقدموا بين يدي الله ورسوله وأن يرفعوا اصواتهم فوق صوته وأن يجهروا له بالقول كجهر بعضهم لبعض، وأنذرهم بحبوط اعمالهم الصالحة إذا ارتكبوا شيئا من ذلك فقال عز من قائل: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم، يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) (323) (الايات). وكان سبب نزولها أن قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله ركب من بني تميم يسألونه أن يؤمر عليهم رجلا منهم، فقال ابو بكر - فيما اخرجه البخاري في تفسير الحجرات من الجزء الثالث من صحيحه ص 127 يا رسول الله أمر عليهم القعقاع بن معبد متقدما بقوله هذا ومبادرا برأيه، فقال عمر على الفور من قول صاحبه: بل امر الافرع بن حابس اخا بني مجاشع يا رسول الله فقال ابو بكر: ما أردت الا خلافي، وتماريا جدالا وخصومة، وارتفعت اصواتها في ذلك، فأنزل الله تعالى هذه الايات الحكيمة بسبب تسرعهما في الرأي، وتقدمهما فيه بين يدي رسول الله ورفع اصواتهما فوق صوته صلى الله عليه وآله (324).

---

(322) حلية الاولياء ج، الاصابة لابن حجر ج 2 / 312 ط 1. (323) سورة الحجرات آية: 1 - 2. (324) صحيح البخاري، تفسير القرطبى ج 16 / 300.

--- [234]

Page 233