162

وقد كان في وسع الخليفتين وأوليائهما أن يكفوا الامة شر هؤلاء بتدوين السنن على نحو ما ذكرناه، وما كان ليخفى عليهم رجحان ذلك، ولعلك تعلم أنهم كانوا أعرف منا بلزومه، لكن مطامعهم التي تأهبوا وأعدوا وتعبأوا لها، لا تتفق مع كثير من النصوص الصريحة المتوافرة التي لابد من تدوينها لو أبيح التدوين لكونها مما لا يجحد صدوره ولا يكابر في معناه (195) ومن هاهنا أتينا فانا لله وانا إليه راجعون. أما رسول الله صلى الله عليه وآله فقد استودع كلا من الكتاب والسنة ومواريث الانبياء وصيه ووليه علي بن أبي طالب، وبذلك أحصاها في امام مبين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وعهد إليه أن يحصيها فيمن بعدة من الائمة (196) وهكذا يكون احصاؤها في أئمة العترة اماما بعد امام ثقل رسول الله واعدال كتاب الله لن يفترقا حتى يردا الحوض على رسول الله. وقد صحح عنه صلى الله عليه وآله قوله: " علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " (197).

---

= على السنة المحمدية لابي رية، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج 4 / 63 و64 و67 و69 و73 وج 11 / 44 وج 13 / 219 و223 ط أبو الفضل، سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص 173 تحت رقم (614 و701) ط بيروت. (195) مثل حديث الغدير المتواتر وغيره من الاحاديث راجع: كتاب المراجعات لشرف الدين، سبيل النجاة في تتمة المراجعات طبع مع المراجعات في بغداد وبيروت عبقات الانوار ط الهند وايران وبيروت، دلائل الصدق للمظفر، الغدير للاميني. (196) جامع أحاديث الشيعة ج 1 / 126 - 319، وراجع ما تقدم من حديث الثقلين تحت رقم (15) وحديث السفينة وغيره تحت رقم (16 و17 و18 و19). (197) أخرجه الحاكم بالاسناد الصحيح إلى ام سلمة عن رسول الله في باب مع القرآن على من كتاب معرفة الصحابة ص 124 من الجزء الثالث من المستدرك ثم قال: =

--- [145]

Page 144