Al-Naṣrāniyya wa-ādābihā bayna ʿarab al-jāhiliyya
النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية
Genres
إن نصرانية كلب المنتمية إلى قضاعة مما لا يختلف فيه اثنان (راجع الصفحة ١٣٧ و١٣٨ من كتابنا) ولم نذكر من هذه القبيلة غير زهير بن جناب الكلبي القضاعي (ص٢٠٥ ٢١٠ من شعراء النصرانية)، ولاه أبرهة على بكر وتغلب (ص٢٠٦ وذلك بسبب نصرانيته ونصرانية بكر وتغلب وكذا يقال عن دخوله على ملوك غسان وبني لحم، وجاء في تذكرة ابن حمدون (نسخة برلين ص٢١٥) "أن زهير بن جناب كان سيدًا مطاعًا شريفًا في قومه ويقال كانت فيه عشر خصال لم تجتمع في غيره من أهل زمانه كان سيد قومه وشريفهم وخطيبهم وشاعرهم وقائدهم ووافدهم إلى الملوك وطبيبهم (والطب في ذلك الزمان شرفٌ) وجارى قومه إلى كاهنهم وكان فارس قومه وله البيت فيهم والعدد منهم" ثم يورد وصاته لبنيه يحرضهم فيها على الثقة بالله.
وبزهير بن جناب ختام فصلنا هذا الذي قدمنا فيه الدلائل على نصرانية الشعراء المذكورين في كتابنا وبه أيضًا نجاز كتاب "تاريخ النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية"، ونكرر ما قلنا سابقًا أننا (أولًا) ذكرنا من شعراء الجاهلية الذين صرح الكتبة بدينهم النصراني، (ثانيًا) حققنا نصرانية كثيرين منهم بنصرانية قبائلهم وبخلو شعرهم من آثار الشرك وبتوحيدهم لله واعتقادهم بخلود النفس والثواب والعقاب وبإشاراتهم إلى دين النصارى وكل ذلك لا يمكن تعليله بين عرب الجاهلية إلا بنفوذ النصرانية، (ثالثًا) أخذنا اسم النصرانية بمعناه الواسع سواء كان الشعراء من تبعته المستقيمي الإيمان أو من شيعه الضالة كالاريوسية والنسطورية واليعقوبية، (رابعًا) لسنا لندعي أن هؤلاء النصارى جروا في سيرتهم بكل حرص على نواميس النصرانية لاسيما في أمر الطلاق وفي غزواتهم وأخذهم بالثأر على خلاف التعاليم النصرانية، وغنما تبعوا في ذلك سنن عرب البادية واقتفوا آثارهم وتقلدوا عاداتهم، والعادة كما يعرف طبيعة ثانية يصعب استئصالها وقهرها، (خامسًا) وأن وجد أحد في بعض أقوالنا شططًا فمعاذ الله أن نكابر الحق أن بينه لنا أرباب الفضل والعلم، وليس الكمال إلا لله.
ملحوظات شتى
على كتاب النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية (الصفحة ٣ السطر ٣ "قبل عشرين السنة") ظهر كتاب شعراء النصرانية سنة ١٨٩٠.
(ص٢٩ س١٨) ومن أعلام الأمكنة الدالة على نفوذ الرومان بين العرب ما دعاه ياقوت (١: ٩٣٥) بثمد الروم بين الشام والمدينة.
(ص٣٢ س٢٥ نصرانية فيلبوس العربي) يضاف إلى ما ورد هناك في نصرانيته نقود طبعت باسمه مع رموز نصرانية كصورة الطوفان وفلك نوح والحمامة والغراب.
وكذلك يشهد على نصرانيته القديس ايرونيموس (De Viris Illustribus، n ٥٤) .
(ص٣٤ س١ الكتابات النصرانية في حوران) يتراوح زمن هذه الكتابات بين القرن الثاني للمسيح والقرن الرابع.
(ص٣٦ س١ ملوك غسان النصارى)، النابغة في لاميته يرثي النعمان بن الحارث بن أبي شمر بقوله:
فآب مصلُّوهُ بعينٍ جليَّةٍ ... وغودر بالجولانِ حزمٌ ونائلُ
قال أبو عبيدة "مصلوه" يعني أصحاب الصلاة وهم الرهبان وأهل الدين منهم (- س١١ دير بصرى) قال ياقوت في معجم البلدان (٢: ٦٤٧) "بهذا الدير كان بحيرا الراهب الذي بشر بالنبي ﷺ " وقال سابقًا (ص٦٤٥) أن "دير بحيرا هو دير الباعقى قبلي بصري من أرض حوران"، وبقيت النصرانية في هذا الدير بعد الإسلام وذكر ياقوت أن المازني وجد في دير بصرى رهبانًا من العرب المنتصرين من بني صادر قال عنهم "وهم أفصح من رأيت" وذكر منهم أمة شاعرة.
(- س١٢ الرهبان في بادية الشام) ذكر سوزومان في تاريخه (ك١ ف١٣) أنه كان بين تلامذة القديس أنطونيوس الكبير كثيرون من أهل سورية وعربية "Plurimos auditores habuit ex Syria et Arabia".
(ص٣٧ س٢١ نصارى العرب المحاربون مع الرومان ضد المسلمين) قال ياقوت (١: ٩٢٨) أن غسان وتنوخ لحقوا بهرقل فحاربهم ميسرة بن مسروق، وقال في مادة معان من نواحي بلقاء: "بعث النبي جيشًا إلى موتة فيه زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله ورواحة.. وقيل قد اجتمع من الروم والعرب نحو مائتي ألف".
De Goeje; Mem. D Hist، Hist، et de Geogrm ٢ ed، ١٩١٠; Trois Chefs mu Suimans Furent tues et la victoire resta aux Chretins.
1 / 204