21

A Golden Advice to Islamic Groups

نصيحة ذهبية إلى الجماعات الإسلامية

Investigator

مشهور حسن سلمان

Publisher

دار الراية

Publication Year

1410 AH

Publisher Location

الرياض

على القصّار سبباً حبسوه معهم، وكان له في (المهرزار) نخل، فقُطع، وانتهب منزلُه(١).

ومنه: تعلم امتداد حركة أحمد بن نصر حتى بعد وفاته، إذ لم يستطع تحصيل مراده من حركته في حياته، بسبب عدم تمتع من انتمى له بالسريّة والكتمان، ونعلم أيضاً من دراسة الفترة التي تبعت وفاته، أَنه - رحمه الله تعالى - لم يفشل في حركته، وإنما المعاني التي أتى بها بقيت تتفاعل، وحتى تبنّاها المتوكل، بل تاب الواثق مما فعله، وحاول التغيير، والرجوع إلى الصواب، والعمل بنصيحة ابن نصر، ولكنه قُتِل ممّن حوله من المبتدعة.

وشاهدنا من هذه القصة:

أَن الإِمام أَحمد بن نصر أنكر منكراً على حاكم ما زال في حدّ الإِسلام، وبايع الناس على مباينته والخروج عليه، وميّز الصف الإِسلامي، وجعله مستقلاً عن المبتدعة والعاملين الآخرين، وزكّى علماءُ عصره عمله هذا، بل مدحه إمام أهل السنة، الإِمام أحمد بن حنبل، فقال عنه: ((رحمه الله، لقد جاد بنفسه)).

ولم يكن شيء يجمع الإِمام أحمد بن نصر وتلامذته إلا محاربة البدعة، ونصرة السنّة، فمتى اجتمع قوم على طاعة الله ورسوله، يوالي بعضهم بعضاً على ذلك، فعملهم هذا مشروع، ولا بُدّ - كما مرّ معنا من خلال جميع الأمثلة السّابقة - من نبذ الظلم والعصبيّة الجاهلية، فلا يكون شعار اجتماعهم ((نحن مع كل أحد منا في كل شيء)) أو ((نبايع على السّمع والطاعة في المكره والمنشط في كل شيء)) !! بل لا بُدّ من الاجتماع على معروفٍ واضحٍ في نفوس المجتمعين عليه، أو على محاربة منكر واضح في

(١) انظر تفصيل ذلك في: ((تاريخ الطبري)): (١٣٥/٩ - ١٣٩ و١٩٠) و((سير أعلام النبلاء)): (١٦٦/١١) و((طبقات الحنابلة)): (٨٠/١ -٨٢) و((طبقات الشافعية)): (٥١/٢) و(تاريخ بغداد)): (١٧٣/٥ - ١٧٦) و(«البداية والنهاية)): (٣٠٣/١٠ - ٣٠٧).

21