20

A Golden Advice to Islamic Groups

نصيحة ذهبية إلى الجماعات الإسلامية

Investigator

مشهور حسن سلمان

Publisher

دار الراية

Publication Year

1410 AH

Publisher Location

الرياض

ودعا بالصّمصامة - وهي صفيحة موصولة من أسفلها مسمورة بثلاثة مسامير تجمع بين الصفيحة والصّلة - فأخذها، فمشى إليه، وهو في وسط الدّار، ودعا بنطع، فَصُيِّر في وسطه، وحبلٍ فشُدَّ رأسه. ومُدّ الحبل، فضربه الواثق ضربة، فوضعت على حبل العاتق، ثم ضربه أخرى على رأسه، ثم انتضى (سيّما الدمشقيّ) سيفه، فضرب عنقه، وحزّ رأسه.

وقد كُر أن (بُغا الشرابيّ) ضربه ضربة أخرى، وطعنه الواثق بطرف الصَّمْصامة في بطنه، فحمل معترضاً حتى أتي به الحظيرة التي فيها بابك، فصلب فيها، وفي رجله زَوْج قیود، وعليه سراويل وقميص، وحمل رأسه إلى بغداد، فنُصب في الجانب الشرقي أياماً، وفي الجانب الغربي أياماً، ثم حوّل إلى الشرقي، وحُظر على رأسه حظيرة، وضرب عليه فسطاط، وأقيم عليه الحرس، وعرف ذلك الموضع برأس أحمد بن نصر، وكتب في أذنه رقعة:

(هذا رأس الكافر المشرك الضال !! وهو أحمد بن نصر بن مالك، ممن قتله الله على يدي عبد الله هارون الإِمام الواثق بالله أمير المؤمنين، بعد أن أقام عليه الحجة في خَلْق القرآن ونفي التشبيه، وعرض عليه التوب، ومكّنه من الرجوع إِلى الحق، فأبى إلا المعاندة والتصريح، والحمد لله الذي عجّل به إلى ناره وأليم عقابه. وإِن أمير المؤمنين سأله عن ذلك، فأقرّ بالتشبيه وتكلّم بالكفر. فاستحلّ بذلك أمير المؤمنين دمه، ولعنه) وأمر أن يُتتبع من وُسِم بصحبة أحمد بن نصر، ممن ذُكر أنه كان متشايعاً له، قُوُضعوا في الحبوس، ثم جُعل نيِّف وعشرون رجلاً وُسِموا في حبوس الظلمة، ومُنعوا من أخذ الصدقة التي يُعطاها أهل السجون، ومُنِعوا من الزُّوّار، وثقّلوا بالحديد. وحمل أبو هارون السراج وآخرُ معه إلى سامراء، ثم رُدّوا إِلى بغداد، فجعلوا في المحابس.

وكان سببُ أَخْذِ الذين أُخذوا بسبب أحمد بن نصر، أَن رجلاً قصَّاراً كان في الرَّبض، جاء إِلى إسحاق بن إبراهيم بن مصعب، فقال: أنا أدلّك على أصحاب أحمد بن نصر، فوجّه معه من يتبعهم، فلما اجتمعوا وجدوا

20