170

فلما قبض رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم اشتغل علي بن أبي طالب وأهل بيته رضي الله تعالى عنهم في جهازه (92) صلى الله تعالى عليه وسلم ، واجتمعت الأنصار لما في نفوسهم في سقيفة بني ساعدة (93)، فنصبوا سعد بن عبادة لهذا الأمر وأقاموه خليفة ، وهو من الخزرج ، وكان مريضا في ذلك اليوم ، فبلغ الخبر إلى أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وإلى عمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح ، فقالوا : والله لئن عقد الأوس والخزرج عقدا في هذا اليوم لا حله أحد ، فمضوا إليهم إلى سقيفة بني ساعدة فخاطبوهم بما هو مشهور من الخطاب ، فلما تحدثوا على ذلك وقع في نفوس الأوس (94) شيء ، وفكروا فيما بينهم وبين الخزرج من الضغائن والعداوة القديمة ، فقالوا : إذا أصبحت الخلافة في الخزرج فأي خير نرجو ، والحسد لا يخلو منه أحد ، فقالوا : المصلحة أن نجعل قريشا بيننا عدولا ، ولكن إن عقدنا الخلافة لبني هاشم لم نأمن من شدة علي بن أبي طالب ، وهذا أبو بكر هو رجل قليل الشر ، طوع لما نريد ، فقام بشير بن

Page 182