الله من بخل الإنسانية وكفرها! الله من بيروت مركز مدينة الشرق! تمر فيها مواكب البؤساء فتحول وجهها كي لا ترى ولا تسمع.
لله منا! لا نفتح يدنا عن صدقة إلا بعد أن نأخذ ثمنها زهوا ولهوا ورقصا، تعالوا أيها البؤساء، نقول: تعالوا وأعطونا من بؤسكم حجة أخرى لنقيم مرقصا آخر، ولنضحك ونسر حتى الصباح، تعالي يا أجواق الروسيين أطربينا بأصواتك، أسمعينا من نغماتك أنين الظلم والاحتمال فالانفجار فالثورة! أسمعينا تلك القرارات ذات الصعود والهبوط؛ فنجود عليك ببعض الدريهمات!
تلك الدريهمات ثمن ورقة البالو ندفع مقابلها الألوف ثمن الأثواب وما يزينها، ثم أجرة العربات، ثم أرباح ملتزمي «البوفه»، ثم نرمي إلى المنكوبين بما يتبقى ونملأ الأرض صياحا أننا دفعنا ثمن ورقة إلى مشروع المنكوبين. الله من صغارتك وصغرك يا قلوب البشر!
أيها القارئ - كائنا من كنت - إن كاتبة هذه السطور تسترحمك في يوم العيد هذا أن تأخذ من جيبك ورقة «الخمسة غروش» وترسلها ضمن غلاف إلى مركز الإعانة باسم منكوبي الهجرة.
خمسة غروش ولك أن تزيد.
أيها القارئ - مسلما كنت أو موسويا أو مسيحيا - عندما تجلس اليوم وفي الأعياد المقبلة إلى المائدة الفخمة أو إلى الصحن البسيط، وعندما تشتري لأولادك اللعبة الكبيرة أو الزمور الصغير، وعندما تصفي حسابك في آخر هذه السنة - رابحا أم خاسرا - لا تنس «خمسة غروش» المنكوبين.
وكاتبة هذه السطور تقول لك من خلال رنين الأجراس:
أعط يعطيك الله.
جوائز الفضيلة
يظهر أنه لم يزل للفضيلة أنصار مع كثرة اعوجاج الناس واندفاعهم في طريق الغواية، أو هو انتشار الغواية يهيب بالمتشائمين ويدفعهم إلى خلق أساليب التشويق للدفاع عن الفضيلة وتعميمها بين الشبيبة.
Unknown page