319

Naḥwa inqādh al-tārīkh al-islāmī

نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي

Genres

Responses

[335 ]

15 - ان الذين يشككون في صحة (بيعة علي) هدفهم في الغالب هدف حسن وهو الدفاع عمن خرج على علي: كأهل الجمل وصفين، لكنهم وقعوا في خطأ أكبر من حيث شعروا أو من حيث لا يشعرون بالطعن في شرعية بيعة علي وراشديتها والزامها لهؤلاء. 16 - عندما نحكم على صحابي بأنه أخطأ لا يعني هذا انتقاصا للصحابي. فما زال علماء أهل السنة والجماعة يخطئون حاطب بن أبي بلتعة والنعيمان بن عمرو والمخزومية التي سرقت وماعز الاسلمي الذي زنا فتخطئة هؤلاء حق، في وصفهم بالخطأ أو الاثم فيما ارتكبوه من أخطاء دون تعميم ولا اطراح لفضائلهم الاخرى. كذلك تخطئة المتخلفين عن بيعة الامام الشرعي - بلا عذر - وأكبر من ذلك خطا الخارج على الامام الشرعي والمقاتل له بلا موجب، فهذه الاخطاء يجب ان نعترف بأنها أخطاء، وان أصحابها مخطئون حسب الادلة الواضحة، لكن لا ننسى فضائلهم الاخرى ونأخذ التأويل في الاعتبار. وقد يأتي من يزعم ان تخطئة هؤلاء تخالف عقيدة أهل السنة في " وجوب الامساك عما شجر بين الصحابة، وهذا خلط لامور متفرقة ومفصلة فعلماء المسلمين من عصر الصحابة إلى يومنا هذا لم يمسكوا عما شجر بين الصحابة امساكا مطلقا وانما يكون الامساك عند غلبة الهوى أو التعصب دون دليل أو الكلام بلا علم [336 ]

Page 335