334

* جمع الآيات وتفسيرها

** تأثير الإيمان على الرؤية الصحيحة :

تحدثت الآية الاولى عمن كانوا موتى ثم أحياهم الله وجعل لهم نورا يهتدون به في الطريق.

والمراد من الموت والحياة هنا هو الإيمان بعد الكفر ، كما جاء ذلك في الآية : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ). (الانفال / 24)

وعلى هذا فالحياة هي حياة الإيمان الحقيقي والصادق ، الحياة المقترنة بالنور والضياء والمعرفة.

والجانب المقابل لجانب الأحياء ، هو جانب أولئك الذين ضلوا في ظلمات الكفر ولم يخرجوا منها أبدا ( كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها ).

يعتقد كثير من المفسرين أن هذا النور هو نور القرآن ، وقد فسره بعضهم بنور الدين ، وبعضهم بنور الحكمة (1)، وقد أضاف البعض على ذلك نور الطاعة (2)، لكن المسلم أن لهذا النور مفهوما واسعا يشمل جميع أنواع المعرفة ، ومن البديهي أن مراد القرآن هو اكمل مصاديقه.

إن التعبير ب «يمشي به في الناس» يتناسب كثيرا مع الحياة الاجتماعية في الدنيا ، كما يكشف عن أن «الإيمان» يعد أرضية «المعرفة» في قلب الإنسان ويحول دون ارتكاب الأخطاء في الحياة الدنيا.

* *

وقد شبهت الآية الثانية غير المؤمنين (أو أعمالهم) بظلمات أعماق بحر لجي تتلاطم الأمواج على سطحه ، وسمائه ملبدة بالغيوم بحيث إذا أخرج شخص يده لم يكد يراها أحد.

Page 352