مطمئنةً﴾: يُشِيرُ إِلَى مَكَّةَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ ذَاتَ أَمْنٍ، يأمن أهلها أن يغار عليهم.
مطمئنة: أَيْ: سَاكِنَةً بِأَهْلِهَا، لا يَحْتَاجُونَ إِلَى الانْتِقَالِ عَنْهَا لخوفٍ أَوْ ضِيقٍ، ﴿يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا﴾، و(الرغد): الرِّزْقُ الْوَاسِعُ الْكَثِيرُ.
يُقَالُ: أَرْغَدَ فُلانٌ، إِذَا صار في خصبٍ وسعة.
﴿فكفرت بأنعم الله﴾، فكذبت مُحَمَّدًا ﷺ.
﴿فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لباس الجوع والخوف﴾، وَأَصْلُ الذَّوْقِ بِالْفَمِّ، وَلَكِنَّهُ اسْتِعَارَةٌ مِنْهُ، وَذَلِكَ أن الله تعالى عَذَّبَ كُفَّارَ مَكَّةَ بِالْجُوعِ سَبْعَ سِنِينَ حَتَّى أَكَلُوا الْجِيَفَ وَالْعِظَامَ الْمُحْرَقَةَ، وَكَانُوا يَخَافُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ [ﷺ] وَمَنْ سَرَايَاهُ.
وَالْقَرْيَةُ: اسْمٌ لِمَا يَجْمَعُ جَمَاعَةً كَثِيرَةً مِنَ النَّاسِ، وَهُوَ اسْمٌ مَأْخُوذٌ مِنَ الْجَمْعِ، تقول: قَرَيْتُ الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ، إِذَا جَمَعْتُهُ فِيهِ، ويسمى ذلك الحوض مقراةً.
فأما تسميها بأم القرى، فقد قال ﷿: ﴿ولتنذر أم القرى﴾، يعني: مكة.