234

ومن سورة الأنعام

** 202 مسألة :

يقطع القاتل على المقتول أحدهما ، فقال ( هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون ) [2].

والجواب عن ذلك : « أن الظاهر (1) إنما يقتضى أنه قضى أجلا ، وإثبات أجل (2) مسمى عنده ، وليس فيه أن كلا الأجلين فى الدنيا ، وهو موضع الخلاف ، وليس فى الظاهر أيضا أن الأجل المسمى عنده هو (3) لمن قضى له الأجل الأول.

والمراد بذلك : أنه قضى لهم الآجال فى الدنيا ؛ لأنه لا واحد إلا وقد حكم تعالى بوقت موته ، والوقت الذى يمتد كونه حيا فيه ، فلا يموت إلا فى الوقت المعلوم ، ولا يحيا إلا فى الوقت المقدور.

وقوله تعالى : ( وأجل مسمى عنده ) أراد به وقت حياتهم فى الآخرة ، ولذلك أضافه إليه الإضافة الدالة على أن المراد بها الموضع الذى لا ينفذ الحكم فيه إلا له.

وأراد بقوله : ( هو الذي خلقكم من طين ) أنه خلق أصلكم من طين ، فلما تفرعنا عما هذا حاله جاز أن نوصف بهذه الصفة.

فمتى حملنا الآية على هذا الوجه ، وفيناها حقها فى التعميم ، وإذا حملت على

Page 235