Mutashabih Quran
نظرة وبيان في متشابه القرآن
Genres
لأن القول بهذا فيه إخلال بفصاحة القرآن وبلاغته، والخروج بكلامه تعالى إلى أن يكون هذيانا لا فائدة فيه ولا معاني تحته، تعالى الله عن ذلك وفيه نقض لقوله تعالى: {وكذلك أنزلناه قرءانا عربيا} [طه:113].
إذا فهؤلاء الذين يستدلون بتلك الآية على أن لله يدا، لا يخافون الله ولا رسوله من نسبة ما لا يجوز على الله إلى الله؛ بل همهم إثبات مذاهبهم التي اختلقوها وليكن ما كان، فتقدس الله عن أن يجوز عليه الأبعاض والأيدي والأجزاء.
ويظهر للمطلع أن كلامهم في الله زور وبهتان، فقد فرقوا بسبب الزيغ بين الآيتين: التي في الله، والتي في الإنسان، مع أنهما تقريبا بنفس الحروف والألفاظ لا فرق بينهما.
إذا فكما قلنا: إن المتشابه ليس صعبا، ولا مشكلا بحيث لا يعرف معناه، فليس متشابها إلا على الجهال الذين لا يهتمون بمعرفة الحق، ومعرفة الله حق معرفته، ومعرفة ما يجوز على الله وما لا يجوز.
مع أن الله قد دلنا على الحق وهدانا جميعا إلى طريقه فقال تعالى: {وهديناه النجدين(10)} [البلد]، ولم يلبس الله علينا، فمن تبصر أبصر طريق الحق، وما يزيغ عن الحق إلا الذين في قلوبهم زيغ، أو إنسان غير مبال بالدين، بل هو معرض عنه، وما سمعه يلقى من المحرفين في المساجد أخذه دون تأمل أو تدبر.
Page 121