الذي كنا نشير إليه فيما مضى باسم البحر الأبيض المتوسط، والنسبة إلى «المتوسط» شاعت، وهي تعني البلدان المطلة على هذا البحر، أو بلدان حوض البحر المتوسط، وفي كل حالة من هذه الحالات يريد الكتاب أو يوحوا بالمساواة بين الشركاء، فإذا صح تفسيري لمقصدهم فلا بد أن نضيف كلمة إلى
partners
مثل
equal
حتى توضح المعنى، أما إذا كانوا لا يعنون سوى المشاركة فلا بأس من إيراد الكلمة الإنجليزية قيد البحث هنا. (13-11) ولا نستطيع أن ننتهي حقا من هذا الباب دون الإشارة إلى الصفة المشتقة من الاسم وهي
developmental ، والتي ذكرنا من قبل أنها ترجمت مرة بالتنموي ومرة بالإنمائي، وذكرنا أن تغيير اسم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد قصد به أن يجمع بين النمو والتنمية، ولكن المشكلة هي أننا مقيدون في اللغة العربية بصيغ صرفية ثابتة المعنى، ولا نكاد نتجاوز ذلك المعنى الثابت حتى نقع في دوامة الغموض؛ ولذلك فنحن نستمسك بهذه الصيغ ولا نخرج عنها، ونكاد نحدد لكل منها معنى اصطلاحيا ثابتا بغض النظر عن جذوره الاشتقاقية، وفقا لما نراه من المعاني التي تحملها الألفاظ الأجنبية على نحو ما فعلنا مع مصطلح النمو والتنمية، وهما ينبعان من مصدر واحد لا خلاف على معناه، وعلى نحو صيغة التنموي والإنمائي فهما من الصيغ الصرفية التي ليست جديدة على العربية؛ أي صيغة النسبة (بإضافة الياء المشددة) التي أصبحت توازي صيغة الصفة الإنجليزية؛ إذ أفادتنا هذه الصيغة في اشتقاق معظم الألوان التي نستخدمها اليوم في الفصحى المعاصرة؛ إذ نسبنا الرمادي
ash-coloured
إلى الرماد أي
grey ، ونسبنا البني إلى البن (brown) coffee-coloured ، ونسبنا البرتقالي إلى البرتقال (والكلمة معربة عن
أي البرتغال)، ونسبنا إلى الزيت والنبيذ والرصاص وما إلى ذلك (انظر «المصطلحات الأدبية الحديثة» للمؤلف)، ولكننا عندما حاولنا محاكاة الإنجليزية في اشتقاق صفات من معظم الأسماء عن طريق النسبة، وجدنا أن القاعدة غير مطردة (consistent/applicable at all times) ، كأن تكون مقابلا للاحقة -al
Unknown page