المحتويات
تقديم
تصدير
الباب الأول: معنى الصعوبة اللفظية
الباب الثاني: معنى صعوبة الترجمة
الباب الثالث: خصائص المجردات الإنجليزية الحديثة
الباب الرابع:
الباب الخامس:
الباب السادس:
الباب السابع:
Unknown page
الباب الثامن:
الباب التاسع:
الباب العاشر:
الباب الحادي عشر:
الباب الثاني عشر:
الباب الثالث عشر:
الباب الرابع عشر:
الباب الخامس عشر:
الباب السادس عشر:
الباب السابع عشر:
Unknown page
الباب الثامن عشر:
الباب التاسع عشر:
الباب العشرون:
الباب الحادي والعشرون:
الباب الثاني والعشرون:
الباب الثالث والعشرون:
الباب الرابع والعشرون:
الباب الخامس والعشرون:
الملحق الأول: كلمات متخصصة شاع استعمالها
الملحق الثاني: كلمات متخصصة خلافية
Unknown page
الملحق الثالث: مصطلحات نظرية الترجمة الوظيفية
المحتويات
تقديم
تصدير
الباب الأول: معنى الصعوبة اللفظية
الباب الثاني: معنى صعوبة الترجمة
الباب الثالث: خصائص المجردات الإنجليزية الحديثة
الباب الرابع:
الباب الخامس:
الباب السادس:
Unknown page
الباب السابع:
الباب الثامن:
الباب التاسع:
الباب العاشر:
الباب الحادي عشر:
الباب الثاني عشر:
الباب الثالث عشر:
الباب الرابع عشر:
الباب الخامس عشر:
الباب السادس عشر:
Unknown page
الباب السابع عشر:
الباب الثامن عشر:
الباب التاسع عشر:
الباب العشرون:
الباب الحادي والعشرون:
الباب الثاني والعشرون:
الباب الثالث والعشرون:
الباب الرابع والعشرون:
الباب الخامس والعشرون:
الملحق الأول: كلمات متخصصة شاع استعمالها
Unknown page
الملحق الثاني: كلمات متخصصة خلافية
الملحق الثالث: مصطلحات نظرية الترجمة الوظيفية
مرشد المترجم (إلى أصعب الكلمات الشائعة في اللغة الإنجليزية)
مرشد المترجم (إلى أصعب الكلمات الشائعة في اللغة الإنجليزية)
مدخل إلى التحولات الدلالية والفروق اللغوية
تأليف
محمد عناني
المحتويات
تقديم
تصدير
Unknown page
الباب الأول: معنى الصعوبة اللفظية
الباب الثاني: معنى صعوبة الترجمة
الباب الثالث: خصائص المجردات الإنجليزية الحديثة
الباب الرابع:
access
الباب الخامس:
action
الباب السادس:
advise/advice
الباب السابع:
Unknown page
agreement
الباب الثامن:
association
الباب التاسع:
control
الباب العاشر:
department
الباب الحادي عشر:
develop
الباب الثاني عشر:
Unknown page
facility
الباب الثالث عشر:
formulate
الباب الرابع عشر:
Implications
الباب الخامس عشر:
involve
الباب السادس عشر:
maximize
الباب السابع عشر:
Unknown page
package
الباب الثامن عشر:
potential
الباب التاسع عشر:
practice/practise
الباب العشرون:
promote
الباب الحادي والعشرون:
reliability/reliable
الباب الثاني والعشرون:
Unknown page
typical
الباب الثالث والعشرون:
underprivileged (disadvantaged)
الباب الرابع والعشرون:
vulnerable/vulnerability
الباب الخامس والعشرون:
well-being
الملحق الأول: كلمات متخصصة شاع استعمالها
الملحق الثاني : كلمات متخصصة خلافية
الملحق الثالث: مصطلحات نظرية الترجمة الوظيفية
Unknown page
Index
تقديم
على نحو ما أذكر في كتابي «فن الترجمة» - وما فتئت أردد ذلك في كتبي التالية عن الترجمة - يعد المترجم مؤلفا من الناحية اللغوية، ومن ثم من الناحية الفكرية. فالترجمة في جوهرها إعادة صوغ لفكر مؤلف معين بألفاظ لغة أخرى، وهو ما يعني أن المترجم يستوعب هذا الفكر حتى يصبح جزءا من جهاز تفكيره، وذلك في صور تتفاوت من مترجم إلى آخر، فإذا أعاد صياغة هذا الفكر بلغة أخرى، وجدنا أنه يتوسل بما سميته جهاز تفكيره، فيصبح مرتبطا بهذا الجهاز. وليس الجهاز لغويا فقط، بل هو فكري ولغوي، فما اللغة إلا التجسيد للفكر، وهو تجسيد محكوم بمفهوم المترجم للنص المصدر، ومن الطبيعي أن يتفاوت المفهوم وفقا لخبرة المترجم فكريا ولغويا. وهكذا فحين يبدأ المترجم كتابة نصه المترجم، فإنه يصبح ثمرة لما كتبه المؤلف الأصلي إلى جانب مفهوم المترجم الذي يكتسي لغته الخاصة، ومن ثم يتلون إلى حد ما بفكره الخاص، بحيث يصبح النص الجديد مزيجا من النص المصدر والكساء الفكري واللغوي للمترجم، بمعنى أن النص المترجم يفصح عن عمل كاتبين؛ الكاتب الأول (أي صاحب النص المصدر)، والكاتب الثاني (أي المترجم).
وإذا كان المترجم يكتسب أبعاد المؤلف بوضوح في ترجمة النصوص الأدبية، فهو يكتسب بعض تلك الأبعاد حين يترجم النصوص العلمية، مهما اجتهد في ابتعاده عن فكره الخاص ولغته الخاصة. وتتفاوت تلك الأبعاد بتفاوت حظ المترجم من لغة العصر وفكره، فلكل عصر لغته الشائعة، ولكل مجال علمي لغته الخاصة؛ ولذلك تتفاوت أيضا أساليب المترجم ما بين عصر وعصر، مثلما تتفاوت بين ترجمة النصوص الأدبية والعلمية.
وليس أدل على ذلك من مقارنة أسلوب الكاتب حين يؤلف نصا أصليا، بأسلوبه حين يترجم نصا لمؤلف أجنبي، فالأسلوبان يتلاقيان على الورق مثلما يتلاقيان في الفكر. فلكل مؤلف، سواء كان مترجما أو أديبا، طرائق أسلوبية يعرفها القارئ حدسا، ويعرفها الدارس بالفحص والتمحيص؛ ولذلك تقترن بعض النصوص الأدبية بأسماء مترجميها مثلما تقترن بأسماء الأدباء الذين كتبوها، ولقد توسعت في عرض هذا القول في كتبي عن الترجمة والمقدمات التي كتبتها لترجماتي الأدبية. وهكذا فقد يجد الكاتب أنه يقول قولا مستمدا من ترجمة معينة، وهو يتصور أنه قول أصيل ابتدعه كاتب النص المصدر. فإذا شاع هذا القول في النصوص المكتوبة أصبح ينتمي إلى اللغة الهدف (أي لغة الترجمة) مثلما ينتمي إلى لغة الكاتب التي يبدعها ويراها قائمة في جهاز تفكيره. وكثيرا ما تتسرب بعض هذه الأقوال إلى اللغة الدارجة فتحل محل تعابير فصحى قديمة، مثل تعبير «على جثتي» (over my dead body)
الذي دخل إلى العامية المصرية، بحيث حل حلولا كاملا محل التعبير الكلاسيكي «الموت دونه» (الوارد في شعر أبي فراس الحمداني)؛ وذلك لأن السامع يجد فيه معنى مختلفا لا ينقله التعبير الكلاسيكي الأصلي، وقد يعدل هذا التعبير بقوله «ولو مت دونه»، لكنه يجد أن العبارة الأجنبية أفصح وأصلح! وقد ينقل المترجم تعبيرا أجنبيا ويشيعه، وبعد زمن يتغير معناه، مثل «لمن تدق الأجراس»
for whom the bell tolls ؛ فالأصل معناه أن الهلاك قريب من سامعه (It tolls for thee) ، حسبما ورد في شعر الشاعر «جون دن»، ولكننا نجد التعبير الآن في الصحف بمعنى «آن أوان الجد» (المستعار من خطبة الحجاج حين ولي العراق):
آن أوان الجد فاشتدي زيم
قد لفها الليل بسواق حطم
ليس براعي إبل ولا غنم
Unknown page
ولا بجزار على ظهر وضم
فانظر كيف أدت ترجمة الصورة الشعرية إلى تعبير عربي يختلف معناه، ويحل محل التعبير القديم (زيم: اسم الفرس، وحطم: أي شديد البأس، ووضم هي «القرمة» الخشبية التي يقطع الجزار عليها اللحم)، وأعتقد أن من يقارن ترجماتي بما كتبته من شعر أو مسرح أو رواية سوف يكتشف أن العلاقة بين الترجمة والتأليف أوضح من أن تحتاج إلى الإسهاب.
محمد عناني
القاهرة، 2021م
تصدير
هذا كتاب محدد النطاق أرصد فيه أهم الكلمات الشائعة في اللغة الإنجليزية المعاصرة، والتي تمثل صعوبة خاصة للمترجم بسبب تغير معانيها وفقا للسياق؛ وهو لذلك كتاب من نوع جديد بالعربية، يماثل ما يسمى بالإنجليزية
browser’s guide ؛ أي دليل القارئ المتمهل. وهذا النوع من الكتب يقع في منزلة وسطى بين المعاجم وبين كتب الفروق في اللغة، وهو جديد في العربية لأنه يناقش المعاني في السياقات المختلفة من وجهة نظر المترجم، وهدفه تحرير ذهنه من الفكرة التي أشاعها بعض المحترفين، وآمن بها بعض المبتدئين، من أن لكل كلمة مقابلا دقيقا بلغة أخرى لا تخرج عنه ولا تتحول، وهي فكرة دحضها علماء اللغة المحدثون وأسهبوا في نقضها؛ فأحيانا ما تتعدد معاني الكلمة الواحدة، وأحيانا ما يختلف تعريفها من معجم إلى معجم، ومن عصر إلى عصر، ومن سياق إلى سياق، وقد تستعصي المضاهاة بينها وبين قرائنها باللغات الأخرى، مما يسبب عنتا بالغا للمترجم.
والمعاجم المترجمة (ثنائية اللغة) لا تركز على صعوبة أكثر الكلمات شيوعا؛ فهي شاملة ولا تختص كلمة دون أخرى بالحديث المفصل أو المتعمق، كما أن المعاجم الإنجليزية الحديثة تتفاوت في تركيزها على بعض المعاني دون سواها، وبعضها يغفلها أو يدرجها دون إفاضة؛ ولذلك رأيت من واجبي أن أجمع - من حصيلة خبرتي المستقاة من النصوص الحية التي ترجمتها أو راجعت ترجمتها على مدى ربع القرن الماضي أثناء عملي في الوكالات المتخصصة للأمم المتحدة وغيرها - بعض الألفاظ مما يشق وتعسر ترجمته بسبب تحولاته الدلالية، ثم أرجع إلى جميع المعاجم الإنجليزية المتاحة لي، وأحدثها صدر عام 2000م (وأنا لا أقصد الطبعات الجديدة فحسب)، ومنها ما هو بريطاني ومنها ما هو أمريكي؛ حتى أثبت ما أراه صحيحا، وأنبه إلى ما أراه غير صحيح، متوسلا بالأمثلة الواضحة التي تقطع الشك باليقين، وتساعد المترجم المحترف في عمله.
أما المنهج الذي اتبعته فهو أقرب ما يكون إلى نهج الجاحظ، ذلك العبقري الذي كان يعمد إلى الاستطراد عمدا، تخفيفا عن القارئ وتسرية؛ فلقد قسمت الكتاب إلى أبواب، وجعلت لكل باب فصولا هي بمثابة الاستطراد الذي يخفف ويسري، وإن كان في الواقع يناقش الكلمات ومعانيها أيضا؛ ولذلك تجد أن باب
involve
Unknown page
مثلا ليس مقصورا عليه، بل هو يتضمن فصلا عن
integrate
وحديثا عن التكامل - الكلمة العربية وترجماتها - والتفاتة إلى كلمة المتغيرات ومعانيها بالعربية، كما أن الأمثلة الواردة تتصدى لكلمات كثيرة من التي ترهق القارئ أو المترجم العربي، والترجمة التي تعقب كل مثال تمهد للشرح والإيضاح والتحليل؛ ولذلك فقد أضفت مسردا يتضمن أهم الكلمات التي وردت إما في الأبواب أو في الفصول أو في الأمثلة؛ حتى تكون دليلا لمن يريد الاطلاع على كلمة غير واردة في رءوس الأبواب، وهي كثيرة. وقد أقدم لمناقشتي بعضها بقولي إنه حديث عارض
incidental ؛ أي إنه عرض لي فلم أشأ إغفاله، ولم أجد ما يستدعي تخصيص باب كامل (أو فصل كامل) له. كما أضفت ثلاثة ملاحق يناقش اثنان منها كلمات أقل شيوعا، ويتضمن الثالث شرحا لأهم المصطلحات المستخدمة في الدراسة العلمية الحديثة للترجمة، وخصوصا نظرية الترجمة الوظيفية التي رسخت دعائمها عام 1997م.
أما الكلمات العربية فقد استعنت في دراستي لها بالمعاجم الكبرى المتوافرة، وكنت أستشير أستاذي الدكتور حسين نصار في بعضها، وإليه يرجع الفضل في اطلاعي على مقاييس اللغة لابن فارس، كما أفادني في الكشف عن بعض المعاني في تاج العروس (وليس عندي)، أما الكتب الأخرى والمعاجم الأخرى فقد أشرت إليها في أماكنها.
وبعد فهذا، كما قلت، كتاب محدد النطاق، ولا شك أن زملائي سوف يضيفون إليه الكثير، وربما توسعت فيه فأصدرت طبعة مزيدة (ومنقحة) بإذن الله، اهتداء بآرائهم القيمة؛ فهم الممارسون الذين تكتوي أصابعهم بجمر الترجمة.
محمد عناني
القاهرة 2000م
الباب الأول: معنى الصعوبة اللفظية
(1-1) لا تكمن الصعوبة الجديرة بالبحث لترجمة كلمة من الكلمات في أن معناها متخصص؛ أي ينتمي لمبحث بعينه من المباحث العلمية، أو في أنها لا تستخدم في غيره، وقد تكون لها مقابلات لدى العامة؛ أي في لغة غير المتخصصين، فالعثور على مقابل عربي لها ممكن في نهاية المطاف وإن اقتضى الأمر تعريبها.
Unknown page
ويقتصر نوع الصعوبة هنا على ما يسمى بالاصطلاح؛ أي اتفاق الناس على اعتبار الكلمة العربية مقابلة للكلمة الأجنبية، وما يصطلح عليه الناس يصبح مصطلحا عليه، ويشار إليه باسم المصطلح وحسب. وقد تختلف المصطلحات مثل
pharynx
التي تعني البلعوم، وهو مكان التقاء مجرى فتحة الأنف بفتحة الفم عند آخر الحلق، ومثل
oesophagus
التي تعني قصبة المريء ، ويستعيض غير المتخصصين أو العامة عنها بكلمة
gullet ، وقد يستخدم الناس الأخيرة بمعنى المريء كله، وقد يشيرون إلى
pharynx
بكلمة «الحلق» أو «الزور»، وقد يعنون بالأخيرة
larynx
وهي الحنجرة، وقد يستعيضون بكلمة
Unknown page
throat
عن أي من هذه الكلمات.
فمكمن الصعوبة الأوحد هنا هو التخصص؛ فالطبيب يصف التهاب الأغشية المخاطية في الحلق بأنه
pharyngitis
أو
laryngitis ، مميزا في ذلك بين التهاب المنطقة العليا من الحلق والمنطقة السفلى منه؛ أي بداية القصبة الهوائية حيث توجد الأحبال الصوتية، ولكن العامة قد لا تفرق بين هذا وذاك، وتشير إلى كل منهما بتعبير
sore throat
وحسب. وكثيرا ما يستخدمه الأطباء تيسيرا على المرضى. وهذه إذن هي الصعوبة الوحيدة للكلمات غير الشائعة، ومنها الآلاف في كل علم وفن. وعندما نقول إنها غير شائعة نقصد أنها معروفة لفئة دون فئة، وكثيرا ما لا يحتاج الإنسان العادي إلى الإحاطة بها، وقد يحيا حياته كلها دون أن يستخدمها أو يشعر بوجودها. (2-1) وهناك صعوبة من لون آخر هي عدم الشيوع لا بسبب التخصص، بل بسبب انتفاء الحاجة إلى الكلمة، أو تضاؤل الحاجة إلى استعمالها. وبعض الكلمات تسقط من الاستعمال لأن كلمات أخرى حلت محلها وأصبحت تغني عنها. أما انتفاء الحاجة فالمثال عليه كلمة مثل «الأثافي»، وهي الأحجار الثلاثة التي توضع عليها القدر فوق الموقد، واحدتها أثفية؛ إذ أصبح استعمالها مقصورا على المصطلح «ثالثة الأثافي»؛ إذ يقال «رماه بثالثة الأثافي»؛ أي بداهية كالجبل (المعجم الوسيط) (unqualified disaster) ، ومثل الأسماء والصفات الكثيرة للأسد والسيف في العربية، ومثل بعض الكلمات الإنجليزية التي أصبحت مهجورة
obsolete ، أو في سبيلها إلى ذلك
obsolescent
Unknown page
مثل كلمة
saeculum
التي تعني دهرا أو زمنا مديدا، أو كلمة
stupration
التي تعني الاغتصاب، وكلاهما يستخدمه جون كرو رانسوم، أو كلمة
fardel (الموجودة في شيكسبير) والتي تعني الرزمة أو الحزمة، ومن ثم أطلقت على العبء أو الحمل الثقيل، ويقال إنها مشتقة من العربية فرضة أو فردة بالمعنى نفسه. فإن كانت الكلمة قد انتفت الحاجة إليها فلن تظهر إلا في السياق التاريخي الذي ظهرت فيه أول ما ظهرت، وإذا كان قد استعيض عنها بغيرها، فسوف يشير المعجم إلى ذلك؛ فمن يريد معنى الدهر أو الزمن الطويل يقول
aeon
أو
eon ، وهي تجمع بإضافة
s
Unknown page
للإشارة إلى الزمن الذي لا يكاد يقاس بالسنين. فهي كلمة جارية، والمعاجم الكبرى تنص على مدى شيوع كلمة أو عدم شيوعها. والطريف أن أحدهم قام بجمع جميع الكلمات التي توصف بأي لون من ألوان الصعوبة المذكورة آنفا، ونشرها في كتاب اسمه معجم الكلمات الصعبة
A Dictionary of Difficult Words
ومؤلفه هو روبرت هيل
Hill ، وصدرت الطبعة الخامسة المنقحة منه عام 1969م. (3-1) أما الصعوبة التي تعنينا هنا فهي تعدد معاني اللفظة الواحدة بتعدد السياقات، وهي صعوبة ذات شقين؛ الأول هو استعمال كلمة قديمة في معنى جديد، وقد نطلق على المعنى القديم صفة المعنى التاريخي، وقد نعتبره المعنى الأصلي من الناحية التاريخية فحسب، ثم ندرس المعنى الحديث وحده، واعين بالخلفية التاريخية حين نحتاجها. أما الشق الثاني، فهو وجود كلمات تتشابه في الحروف وتختلف في المعنى، أو تتشابه في النطق فقط وتختلف في المعنى، وقد يرجع التشابه إلى اختلاف مصدر كل كلمة في اللغة، وقد يرجع - وهذا هو الأهم - إلى إضفاء معان مختلفة عليها قد لا تتشابه مع المعنى الأول مطلقا، ولا بد لنا من وقفة عند كل من هذين الشقين. (1-3-1) يستعير المتخصصون أحيانا بعض الكلمات من اللغة العامة أو الألفاظ الشائعة، ويحددون لها معاني خاصة بالسياقات الجديدة، مثلما استعاروا لفظة
lens
للإشارة إلى العدسة الزجاجية، وكانت تعني حبة العدس في اللغات القديمة، وكذلك فعل العرب؛ ومثلما استعار الإنجليز لفظ اليد
hand (أو
handle)
لإطلاقه على عقرب الساعة، أما لماذا اختار العرب إطلاق لفظ العقرب عليه، ولم يختاروا حشرة أخرى إن كان لا بد من اختيار حشرة، فلا يزال لغزا لا أستطيع له تفسيرا، وقس على ذلك مئات الألفاظ التي تعني أكثر من معنى للمتخصص وغير المتخصص. وما دمنا قد ذكرنا الساعة فليفسر لي من يستطيع سبب إطلاق دقيقة
minute
Unknown page
على كل جزء من أجزاء الساعة الستين، وثانية
second
على كل جزء من أجزاء الدقيقة الستين، أو اختصاص ساعة اليد بكلمة
watch
التي تعني السهر أو نوبة الحراسة أو يراقب أو يلاحظ أو يسهر الليل؟! (2-3-1) أما الكلمات ذات المعاني المتباينة والتي لا يبدو أن بينها علاقة من أي لون، فتمثل مجالا بكرا للبحوث اللغوية يغري بدخوله؛ فاستخدام
bank
بمعنى الربوة أو شاطئ النهر لا يبدو أن له علاقة بمعنى المصرف (البنك) الحديث، وكلمة
pinion
التي يألفها دارس الأدب بمعنى جناح الطائرة لا يبدو أن لها أي علاقة بمعناها الآخر «المتخصص» بمعنى الترس
cog-wheel (بالمعنى الحديث)؛ أي العجلة المسننة التي تدخل أسنانها في عجلة مسننة أكبر، وإن كان الباحث في تاريخ اللغة قد يجد أساسا استعاريا بسبب الشبه بين تداخل الأسنان في العجلتين وبين تداخل قوادم ريش الطائر في خوافي الجناح، أو ما يسمى في الحرفة (عند النجارين مثلا) بالتعشيق
Unknown page