122

Munsif

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Publisher

دار إحياء التراث القديم

Edition Number

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Publication Year

أغسطس سنة ١٩٥٤م

مصدرا فأُلزم النصب١ نحو: "سبحانَ الله، ولبَّيك، ومعاذَ الله"٢، فإذا كان الأمر كذلك٣ بَطَلَ أن يكون "إياك" مشتقا أو متصرفا. وكذلك الألف في "غاقِ" لصوت الغراب، و"جاهِ" لزجر البعير، و"حاءِ، وماءِ" في صوت الشاء٤، هي فيهن غير منقلبة؛ لأن هذه كلها بمنزلة الحروف. فإن قلت: فقد قالوا: إن وزن "ذَا" من الفعل "فَعْل"، وإنه محذوف اللام وهو مع ذلك مبني لمشابهته الحروف، وألفه منقلبة عن العين الساكنة، فما٥ الفصل بينه وبين "متى"؟ قيل: إنما جاز ذلك فيه لمشابهته الأسماء المتمكنة، ألا تراه يُوصَف ويُوصَف به، ويثنى ويحقر، ويدخله كثير من أحكام الأسماء٦ المتمكنة؛ فلذلك جاز أن يمثل من الفعل. قال أبو علي: أصل بنائه فَعْل كأنه "ذَيّ"، ثم حذفت اللام لضرب من التخفيف؛ لأنه من مضاعف الياء، وكأنه بقي "ذي" فقلبت ياؤه ألفا، فصار "ذا". قلت له: ما الدليل على أن عينه من الياء، ولِمَ لا يكون من باب: "طويت، وشويت"؛ لأنه أكثر من باب "حييت، وعييت"؟ فقال: لأن سيبويه حكى فيه الإمالة، فهذا٧ يدل على أنه من الياء، قال: ولم يقل فيه: "ذي" لئلا يشبه "كي" فألحق بمتى.

١ فألزم النصب: ساقط من ظ، ش. ٢ معاذ الله: ساقط من ظ، ش. ٣ ظ، ش: على ذلك. ٤ ظ، ش: الصوت للشاة. ٥ ظ، ش: وما. ٦ الأسماء: ساقطة من ظ، ش، وكانت كذلك في ص واستدركت في هامشها. ٧ ظ، ش: فذا.

1 / 122