دينارًا دينارا لأن الدينار يفارق صاحبه قبل الصحبة، والعجيب أنه خبر بلقاء الدينار للدينار وسماه صاحبًا له، واعلم بافتراق بتقدم الصحبة، وكيف يسمى صاحبًا من لم يصحب وكيف يجتمع اللقاء والفراق في حال واحدة، وأصح من هذا قول مسلم:
تأتي البُدور فتُقنيها ضائِعُه ... وما يُدنّسُ منها كَفُّ مُنْتقِد
لا يعرف المال إِلا عند ناقله ... ويوم يجمعه للنِّهْبِ والبرد
وواهب البدور المجتمعة أجود من واهب الدينار بعد الدينار وقد دلّ بقوله:) لا يدنس منها كف منتقد (، لأنه إنما يأمر بنقدها ليخبرها وهي عند مجيئها توهب فلا معنى لنقده وزاد) بأنه (بقوله: -) لا يعرف المال إِلا عند ناقله (.
وذكر أنه يجمعه ليبدده فذهب إلى معنى قول ابن الجهم:
ولا يجمعُ الأموالَ إِلاّ لبذْلِها ... كما لا يُساق الهَدْيُ إِلاّ إلى النحر
وقال النضر بن جؤيه:
قالتْ طريفةُ ما تبقى دَرَاهِمُنَا ... وما بنا سَرفٌ فيها ولا خُرُقُ
إِنّا إِذا اجتمعتْ يومًا دَراهُمنا ... ظلّت إلى طُرقِ المعروفِ تَسْتَبِقُ
فذكر اجتماعًا يقع بعده تفريق وذكر أنها تستبق إلى طرق المعروف فاحتاط لأنها قد تنصرف في تبذير وشهرة محرمة ولم يحتط أبو الطيب فكلام ابن جؤية أرجح فإن قال قائل قد قال بعد هذا: