183

Mukhtasar Sifat Safwa

مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى

Genres

Sufism

قيل لمسروق: لو أنك قصرت عن بعض ما تصنع، أي من العبادة، فقال: والله لو أتاني آت فأخبرني أن الله لا يعذبني لاجتهدت في العبادة. قيل: وكيف ذلك? قال: حتى تعذرني نفسي إن دخلت جهنم لا ألومها، أما بلغك في قوله عز وجل: ولا أقسم بالنفس اللوامة القيامة: 2، إنما لاموا أنفسهم حين صاروا إلى جهنم واعتقبتهم الزبانية وحيل بينهم وبين ما يشتهون، وانقطعت عنهم الأماني ورفعت عنهم الرحمة وأقبل كل امرئ منهم يلوم نفسه. عن أبي إسحاق قال: حج مسروق فلم ينم إلا ساجدا على وجهه حتى رجع.

قالت امرأة مسروق: كان يصلي حتى تورم قدماه، فربما جلست خلفه أبكي مما أراه يصنع بنفسه.

عن إبراهيم قال: كان مسروق يرخي الستر بينه وبين أهله ثم يقبل على صلاته ويخليهم ودنياهم.

عن مسروق قال: إني أحسن ما أكون ظنا حين يقول الخادم: ليس في البيت قفيز ولا درهم.

عن مسروق قال: إن المرء لحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها، يتذكر ذنوبه يستغفر منها.

عن علقمة بن مرثد قال: انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين، منهم مسروق بن الأجدع، فإن امرأته قالت: ما كان يوجد إلا وساقاه قد انتفختا من طول الصلاة فلما احتضر بكى، فقيل له: ما هذا الجزع? قال: ما لي لا أجزع وإنما هي ساعة ولا أدري أين يسلك بي? بين يدي طريقان لا أدري إلى الجنة أم إلى النار? عن الشعبي قال: غشي على مسروق في يوم صائف وهو صائم، فقالت له ابنته: أفطر قال: ما أردت بي? قالت: الرفق. قال: يا بنية إنما أطلب الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.

علقمة بن قيس بن عبد الله يكنى أبا شبل

قال أبو ظبيان: أدركت ما شاء الله من أصحاب النبي يسألون علقمة ويستفتونه.

عن إبراهيم عن علقمة قال: كان عبد الله يشبه النبي في هديه ودله وسمته وكان علقمة يشبه بعبد الله.

قال مرة بن شراحيل: كان علقمة من الربانيين. كان علقمة يختم القرآن في كل خمس.

Page 184