90

Mukhtaṣar al-Ṣawāʿiq al-Mursala ʿalā al-Jahmiyya waʾl-Muʿaṭṭila

مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة

Editor

سيد إبراهيم

Publisher

دار الحديث

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

Publisher Location

القاهرة - مصر

Genres

بَيَانِهِ يُفِيدُ الْيَقِينَ بِالْمُرَادِ مِنْهُ، وَنَوْعٌ بَيَانُهُ فِي آيَاتٍ أُخْرَى، فَيُسْتَفَادُ الْيَقِينُ مِنْ مَجْمُوعِ الْآيَتَيْنِ، وَنَوْعٌ بَيَانُهُ مُوكَلٌ إِلَى الرَّسُولِ ﷺ، فَيُسْتَفَادُ الْيَقِينُ مِنَ الْمُرَادِ مِنْهُ بِبَيَانِ الرَّسُولِ ﷺ وَلَمْ نَقُلْ نَحْنُ وَلَا أَحَدٌ مِنَ الْعُقَلَاءِ: إِنَّ كُلَّ لَفْظٍ هُوَ مُفِيدُ الْيَقِينَ بِالْمُرَادِ مِنْهُ بِمُجَرَّدِهِ مِنْ غَيْرِ احْتِيَاجٍ إِلَى لَفْظٍ آخَرَ مُتَّصِلًا بِهِ أَوْ مُنْفَصِلًا عَنْهُ، بَلْ نَقُولُ: إِنَّ مُرَادَ الْمُتَكَلِّمِ يُعْلَمُ مِنْ لَفْظِهِ الْمُجَرَّدِ مِنْهُ وَالْمَقْرُونِ تَارَةً، وَمِنْهُ مِنْ لَفْظٍ آخَرَ يُفِيدَانِ الْيَقِينَ بِمُرَادِهِ تَارَةً، وَمِنْهُ وَمِنْ بَيَانٍ آخَرَ بِالْفِعْلِ أَوِ الْقَوْلِ يُحِيلُ الْمُتَكَلِّمُ عَلَيْهِ تَارَةً، وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ خِطَابٌ أُرِيدَ مِنْهُ الْعِلْمُ بِمَدْلُولِهِ إِلَّا وَهُوَ دَاخِلٌ فِي هَذِهِ الْأَقْسَامِ، فَالْبَيَانُ الْمُقْتَرِنُ كَقَوْلِهِ: ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ [البقرة: ١٨٧] وَكَقَوْلِهِ: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ﴾ [النساء: ٩٥] وَقَوْلِهِ: ﴿فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾ [العنكبوت: ١٤] وَنَظَائِرِ ذَلِكَ، وَالْبَيَانُ الْمُنْفَصِلُ كَقَوْلِهِ: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ﴾ [البقرة: ٢٣٣] وَقَوْلِهِ: ﴿وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ﴾ [لقمان: ١٤] مَعَ قَوْلِهِ: ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾ [الأحقاف: ١٥] فَأَفَادَ مَجْمُوعُ اللَّفْظَيْنِ الْبَيَانَ بِأَنَّ مُدَّةَ أَقَلِّ الْحَمْلِ سِتَّةُ أَشْهُرٍ.
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ﴾ [النساء: ١٢] وَمَعَ قَوْلِهِ: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾ [النساء: ١٧٦] وَأَنَّهُ مَنْ لَا وَلَدَ لَهُ وَإِنْ سَفُلَ، وَلَا وَالِدَ لَهُ وَإِنْ عَلَا، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ﴾ [الطلاق: ٦] مَعَ قَوْلِهِ: ﴿فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ﴾ [الطلاق: ٢] أَفَادَ مَجْمُوعُ الْخِطَابَيْنِ فِي الرَّجْعِيَّاتِ دُونَ الْبَوَائِنِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ - وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ [التكوير: ١٧ - ١٨] مَعَ قَوْلِهِ: ﴿كَلَّا وَالْقَمَرِ - وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ - وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ﴾ [المدثر: ٣٢ - ٣٤] فَإِنَّ مَجْمُوعَ الْخِطَابَيْنِ يُفِيدُ أَنَّ الْعِلْمَ بِأَنَّ الرَّبَّ سُبْحَانَهُ أَقْسَمَ بِإِدْبَارِ هَذَا وَإِقْبَالِ هَذَا، أَوْ إِقْبَالِ كُلٍّ مِنْهُمَا عَلَى قَوْلِ مَنْ فَسَّرَ: أَدْبَرَ النَّهَارُ

1 / 104