159

Mukhtasar Ma'arij al-Qubool

مختصر معارج القبول

Publisher

مكتبة الكوثر

Edition Number

الخامسة

Publication Year

١٤١٨ هـ

Publisher Location

الرياض

Genres

قوله - وتزهق أنفسهم وهم كافرون﴾ (١) . ٤-وَقَالَ آخَرُونَ (٢): التَّصْدِيقُ بِالْجَنَانِ وَالْإِقْرَارُ بِاللِّسَانِ، وَهَذَا الْقَوْلُ مُخْرِجٌ لِأَرْكَانِ الْإِسْلَامِ الظَّاهِرَةِ الْمَذْكُورَةِ فِي حديث جبريل ﵇ وَهُوَ ظَاهِرُ الْبُطْلَانِ. ٥-وَذَهَبَ الْخَوَارِجُ وَالْعَلَّافُ وَمَنْ وَافَقَهُمْ إِلَى أَنَّهُ الطَّاعَةُ بِأَسْرِهَا فَرْضًا كَانَتْ أَوْ نَفْلًا (٣)، وَهَذَا الْقَوْلُ مُصَادِمٌ لِتَعْلِيمِ النَّبِيِّ ﷺ لِوُفُودِ الْعَرَبِ السَّائِلِينَ عن الإسلام والإيمان، كلما يَقُولُ لَهُ السَّائِلُ فِي فَرِيضَةٍ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا، قَالَ: (لَا إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا) - (٤) . ٦-وَذَهَبَ الْجُبَّائِيُّ وَأَكْثَرُ الْمُعْتَزِلَةِ الْبَصْرِيَّةِ إِلَى أَنَّهُ الطَّاعَاتُ الْمَفْرُوضَةُ مِنَ الْأَفْعَالِ وَالتُّرُوكِ (٥) دُونَ النَّوَافِلِ (٦)، وهذا أيضًا يُدخل المنافقين في الإيمان

(١) التوبة: ٨٤، ٨٥. (٢) أي من المرجئة، وهو قول فقهائهم، قال ابن تيمية ﵀، المرجئة ثلاثة أصناف: الذين يقولون: الإيمان ما في القلب، ثم من هؤلاء من يدخل فيه أعمال القلوب وهم أكثر فرق المرجئة ... ومنهم من لا يدخلها.. كجهم ومن اتبعه.. و(القول الثاني) من يقول: هو مجرد قول اللسان، وهذا لا يعرف لأحد قبل الكرامية، و(الثالث) تصديق القلب وقول اللسان وهذا هو المشهور عند أهل الفقه والعبادة منهم. مجموع الفتاوى ج٧ ص١٩٥. (٣) لا شك أن الإيمان المطلق الكامل يشمل ذلك كله ولكن كلام هذه الطوائف هنا في مطلق الإيمان الذي إذا قصر العبد في شيء منه صار كافرًا. (٤) رواه البخاري في الإيمان، باب الزكاة من الإسلام، ومسلم في الإيمان، باب بيان الصلوات. انظر الفتح ج١ ص١٣٠، ومسلم بشرح النووي ج١ ص١٦٦. (٥) لاشك أن الإيمان المطلق يشمل جميع الطاعات كما قلنا وإنما الكلام هنا في مطلق الإيمان الذي لا يصح إلا به، فهؤلاء يخرجون من الإيمان من ترك طاعة من الطاعات المفروضة أما أهل السنة فلم يعتبروا كل الطاعات المفروضة شرطًا في الصحة ولم يخرجوا من قصر فيها من الإيمان بالكلية وإنما ينتقص من إيمانه بقدر معصيته أو يخرج من دائرة الإيمان المطلق إلى مطلق الإيمان، والله أعلم. (٦) ودون عمل القلب واعتقاده.

1 / 182