169

Mukhtaṣar al-ʿuluww li-l-ʿAlī al-Ghaffār

مختصر العلو للعلي الغفار

Editor

محمد ناصر الدين الألباني

Publisher

المكتب الإسلامي

Edition Number

الطبعة الثانية ١٤١٢هـ

Publication Year

١٩٩١م.

Genres

فليطالع الكتب والتواريخ، وإلا فليجلس في بيته ويدع الناس من شره، وليسكت بحلم، أو لينطق بعلم، فلكل مقام مقال، ولك نزال رجال، وإن من العلم أن تقول لما لا تعلم: الله ورسوله أعلم.
طبقة الشافعي وأحمد ﵄.
١٧١- ذكره من رواية أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا علي بن الحسن بن شقيق.
قلت: وهذا سند صحيح، رجاله ثقات، وقد أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" "ص٦ و٦-٧" من طريقين عن أبي الوزير محمد بن أعين سمعت النضر بن محمد به وزاد:
"فجئت إلى عبد الله بن المبارك، فأخبرته، فقال: صدق أبو محمد عافاه الله، ما كان الله ليأمر أن نعبد مخلوقا".
وإسناده صحيح، وأخرجه أبو داود أيضا "ص٢٦٧" من أحد الطريقين.
ونحو قول ابن المبارك هذا ما ذكره البخاري في "الأفعال" "ص٧٠-٧١" عن سليمان ابن داود الهاشمي قال:
"من قال: القرآن مخلوق فهو كافر، وإن كان القرآن مخلوقا كما زعموا فلم صار فرعون أولى بأن يخلد في النار إذ قال "أنا ربكم الأعلى"، وزعموا أن هذا مخلوق، والذي قال: "إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إله إلا أنا فاعبدني" هذا أيضا قد ادعى فرعون! فلم صار فرعون أولى بأن يخلد في النار من هذا وكلاهما عنده مخلوق؟! فأخبر بذلك أبو عبيد فاستحسنه وأعجبه".
١٧٢- قلت: وأقدم من صرح بذلك ممن صرحوا باسمه من السلف عمرو بن دينار كما تقدم في ترجمته "١٤٩" وقد توفي سنة "١٢٦". وأما الصحابة فلم أر نصا صريحا صحيحا عن أحد منهم، اللهم إلا عموم قول عمرو بن دينار المتقدم في الكتاب هناك، وظني أن فيه تغليبا فقد صح عنهم القول بأن القرآن كلام الله، ولن لم يقولوا: "غير مخلوق". لعدم الحاجة إليه يومئذ. وإلى هذا أشار الإمام أحمد رحمه الله تعالى حين سئل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: "كلام الله"، ثم يسكت؟ قال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا لأي شيء لا يتكلمون؟! ".
رواه عنه أبو داود "ص٢٦٣-٢٦٤".
ولذلك قال الحافظ ابن عدي:

1 / 174