لأمدحن فتى تجرى مكارمه
من المدائح مجرى الروح في البدن
ومنها:
وفضلتك ثلاث مذ علمت بها
أحببت مدحك حب العين بالوسن
منها وفاؤك للقوم الثلاثة في
وقت يخون أخاه كل مؤتمن
وحسن صبرك يوم القصر منفردا
للموت يا ليت يوم القصر لم يكن
وحفظك العهد بعد الموت ثالثة
ألزمت قلبك فيها صخبة الحزن
حتى كأن الأسى والحزن معتقد
تلقى به الله في سر وفي علن
آلت دموعك لا ترقى إلى سنة
لقد وفيت بحق الفرض والسنن
فاستقبل الحقب المستقبلات بما
تنسى به لوعة الماضي من الزمن
واسحب على السحب فضل الذيل من خلع
أعرتها فضل عرض غير ذي درن
ظلت تزر على بأس ومكرمة
ولا تزر على بخل ولا جبن
وقال على الوزن أيضا: [بسيط] قل للمكرم إدلالا وما برح الإحسان منه على الإدلال يحملني:
اخلع على الشعر مما أنت لابسه
فإنه غي محتاج إلى الثمن
حتى يقول عذولي في محبتكم
إن اختياري لكم جار على السنن
وتعلم العين أن الجسود قام لها
بما تكلفته عن نشوة الأذن
وقال يمدح فارس المسلمين أخا الصالح: [متقارب]
بقاؤك يا فارس المسلمينا
أقر الهدى وأقر العيونا
ولولا دفاعك عن حوزة ال
هدى عدم الناس دنيا ودينا
بك استمسكت دولة الفاطمي
فأعلقتها منك حبلا متينا
ومنها:
بقيت إلى أن ترى في العماد
وإخوته كل ظن يقينا
وقال يمدح أمير الجيوش شاورا عند رجوعه من حصار بلبيس والإفرنج صحبته: [كامل]
إن السعادة قد أظل زمانها
وافتر عن ثغر الهناء أوانها
وافاك أول عامها بمسرة
لا الفطر أهداها ولا رمضانها
عام كأن شهوره من حسنها
درر تضاحك في السلوك جمانها
فتحت فتوحك بالسعادة بابها
فاسعد بمملكة عظيم شأنها
متقسم يوم الندى معروفها
متبسم يوم الهدى عرفانها
مجدا بني عبد المجيد فإنكم
من دوحة نبوية أغصانها
مذ غاب ناطقها فإنك أسها
والترجمان لما قراه لسانها
كم آية رؤيت لكم إسرارها
آل الوصى وللورى إعلانها
درج الزمان وعندكم أسرارها
فيما ترون وعندكم إيمانها
وهب الخلافة شاركوكم في اسمها
أو ليس فرق بينكم فرقانها
فكأنما تأويلكم أرواحها
وكأنما تفسيركم أبدانها
كثرت عليها المدعون وما لهم
فيها إمامتكم ولا قربانها
نطقت بأية مصر كم من شيركوه
سير يزيد على السماع عيانها
أخبرتمونا عنه قبل مجيئه
أخبار صدق صح منه بيانها
وكأن علم الكائنات وديعة
مخزونة وصدوركم خزانها
تأتي الأمور وقد سطرتم ذكرها
فيكون بعد حديثكم حدثانها
حتى كأن صروفها عن أمركم
تجرى وأعنان السماء عنانها
Page 368