وذلك أن جميع من شبه الله بخلقه، ووصفه بغير صفته، على اختلاف أقاويلهم وتفاوت مذاهبهم يرجعون في جملتهم إلى فصول ثلاثة:
فالفصل الأول من ذلك هو القول بالتشبيه على محض التشبيه، والوصف لله جل جلاله بالتجسيم على حقيقة التجسيم، وهؤلاء هم الذين يثبتون معبودهم على ما يعقلونه من أنفسهم، ويحصرونه بأوهامهم، وعلى ما يشاهدون بأبصارهم، وزعموا أن معبودهم جسم كالأجسام: لحم ودم، عريض طويل، محدود في مكان دون مكان في جميع صفات الأجسام، حتى إن منهم من يحصره في صورة إنسان سبعة أشبار، كائنا ما كان ذلك الشبر، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
الفصل: الثاني:
قول من يقول منهم بمجرد التجسيم دون أن يثبتوا معاني الأجسام، ويزعمون أنه جسم لا كالأجسام، ونور لا كالأنوار، وأبوا أن يكون لحما ودما، ولا عريضا ولا طويلا، فاقتصروا بالتسمية بالجسم على معنى الجسم زعموا.
الفصل الثالث:
Page 112