Muhammad Iqbal
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
Genres
وقد آخذ بعض الناس إقبالا بقبول هذا اللقب من الإنكليز وأذاعوا عنه أقاويل. ونشرت بعض الصحف نظما ونثرا فيهما هزؤ بالشاعر الثائر داعية الحرية، ولكن أصدقاءه والمعجبين به احتفلوا بهذه المنحة احتفالا كبيرا عند قبر جهانگير في ضواحي لاهور. وشارك الهنادك والسيك، المسلمين في هذا الاحتفال.
وما كان لقبول هذا اللقب أثر ما في نفس الشاعر الفيلسوف وعمله. وما زال طول حياته ينفث شعره في النفوس حياة وقوة وإباء وجهادا ودعوة إلى الحرية وثورة على الجبروت، وإيقاظا للمسلمين خاصة، وتبصيرا لهم بمكانهم في هذا العالم ومكانتهم في تاريخه. وما أعرف كشعر إقبال دعوة إلى الثورة على الاستعباد والتمرد على الطغيان، وإلى لقاء الشدائد في هذه الحياة بأكبر منها أملا وعزما وجهادا. (4) مرضه
شرعت العلل تعتري الشاعر الفياض، الذي يخيل إلى قارئه أنه لا يفتر ولا يمل ولا يمرض ولا يموت.
أصابته حصاة في الكلية، فعالجه الحكيم البصير الدهلوي
6
فنجع علاجه.
وفي سنة 1935 بح صوته، وجهد كثير من الأطباء في شفائه، فلم يجد جهدهم حتى عالجه الحكيم البصير فخفت العلة قليلا.
وفي السنة نفسها توفيت زوجه، فبلغ موتها من نفسه، وأحزنه كثيرا.
وترادفت علل أصاب بعضها القلب، واستمرت تنقص من قوته شيئا فشيئا، تنقص من قوة جسمه ولا تنال من عقله وروحه. فلم يفتر عن نظم الشعر، ولم ينقطع عن التفكير والبيان حتى الأيام الأخيرة.
واشتدت العلة في شهر نيسان 1938، وبلغت مبلغ الخطر في التاسع عشر من الشهر. وعني الأطباء به كل عناية، فما أغنى حرصهم على شفائه شيئا.
Unknown page