Muhammad Iqbal
محمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره
Genres
ويذكر ثقافة العصر قائلا: العلم الحاضر ساجد للآفلين، يزيد الشك ويمحو اليقين. ولا تعرف بغير يقين لذة التحقيق، ولا بغير يقين تأتي قوة التخليق. من لا يقين له مضطرب رعديد، يتعذر عليه النقش الجديد. عليل، من «الذاتية» بعيد، وهو من ذوق العامة في قيود. يستجدي الطبيعة الجمال، وله في الخيبة مجال.
لا تلتمس الحسن من غير نفسك يا مغبون، واطلب ما يجب أن يكون. إذا أسلم المصور نفسه للطبيعة، فقد أثبتها ونفى نفسه. وإن ظن الإنسان نفسه خلاء، انطفأ نور الله في ضميره انطفاء.
والكليم إذا زال عن نفسه تاه، وأظلمت يده وعثر بعصاه. لا حياة إلا بقوة الإعجاز.
وليس كل إنسان يدرك هذا السر.
ويقول:
إنما الفنان الذي يزيد على الفطرة ويفشي سره لأعيننا. حوره من حور الجنة أجمل، ومنكر لاته ومناته كافر. إنه يخلق كائنات أخرى وقلبه بحياة أخرى يزخر. يموج بحره فيلقي إلينا بدرره. وروحه جياشة فياضة بغرره، شأنها أن تملأ كل فراغ. فطرته الصافية عيار الحسن والقبح، وصنعته مرآة الحسن والقبيح. هو إبراهيم وهو آزر، تصنع يده الأصنام وتحطمها. يهدم كل بناء قديم، ويسلط مبرده على الموجودات كلها ... إلخ.
13 (2) والغناء حلال إن بعث في النفوس قوة وأملا وبهجة، وحرام إن بث فيها ضعفا ويأسا وحزنا:
في صدور الأفلاك لحن خفي
صاهر حره نجوم الوجود
قد أحلت «شريعة الذات» لحنا
Unknown page