286

Mufradāt al-Qurʾān liʾl-Farāhī

مفردات القرآن للفراهي

Editor

د/ محمد أجمل أيوب الإصلاحي

Publisher

دار الغرب الإسلامي

Edition Number

الأولى

Publication Year

٢٠٠٢ م

Genres

"يُنْفَخُ في الصور فلا يسمَعُه أحد إلاَّ أصغَى لِيتًا" (١).
أي أمال صفحة عنقه إليه (٢).
وقالوا: الصبيُّ أعلَمُ بمُصغَى خدِّه: أي هو أعلم إلى من يلجأ أو حيث ينفعه. ومنه صَغَت الشمس والنجوم: أي مالت إلى الأرض.
وفي حديث الهِرَّة: "كان يُصْغِي لَها الإِنَاءَ" (٣).
أي يُميله ليسهلَ عليها الشرب.
ومن ذلك [الصِّغْوُ] (٤) لجوف الإناء لما يجتمع فيه المشروب. أنشد ابن برِّي (٥) شاهدًا على الإصغاء بالسمع لشاعر:
تَرَى السَّفِيهَ به عن كُلِّ مَكرُمَةٍ ... زَيْغٌ، وفيه إلَى التَسْفيهِ إصْغَاءُ (٦)
وقال ذُو الرُّمَّةِ يصف الناقة:

(١) من حديث طويل أخرجه مسلم عن عبد الله بن عمرو، في كتاب الفتن، باب في خروج الدجال، (النووي ١٨:٢٨٨)، وانظر المسند ٢: ١٦٦.
(٢) النهاية ٣: ٣٣ ومنه في اللسان (صغو).
(٣) الحديث بهذا اللفظ وشرحه في النهاية ٣: ٣٣ (عن الغريبين) ومنه في اللسان (صغو). وأخرجه مالك (الزرقاني ١: ٨٢) وأبو داود (عون ١:٩٨) والترمذي (تحفة ١:٢٦٠) والنسائي (١:٥٨) وابن ماجه (١: ١٣١) كلهم في كتاب الطهارة. واللفظ عندهم "فأصغى لها الإناءَ". والمصغي هو أبو قتادة الأنصاري ﵁، وقد تكرّر في الحديث لفظ الصغو والإصغاء والصاغية.
(٤) تكملة من اللسان وهي ساقطة من التفسير والمطبوعة.
(٥) هو عبد الله بن برّي المقدسي الأصل، المصري المولد والوفاة (٤٩٩ - ٥٨٢ هـ) النحوي اللغوي الأديب. صاحب الحواشي المشهورة على كتاب الصحاح. وفيات الأعيان ١٠٨:٣، الأعلام ١٠٨:٣ كحالة ٣٧:٦.
(٦) البيت كذا غير معزوّ في الطبري ٧:٨ والقرطبي ٦٩:٧، واللسان (صغو) وفي الطبري: "محكمة" بدل "مكرمة" وفيه وفي اللسان: "التشبيه" بدل "التسفيه"، وفي اللسان: "فيَّ" بدل "فيه". والمؤلف نقله من اللسان مصححًا. والبيت شاهد على أن الإصغاء ضد الزيغ. وشواهد الصغو والإصغاء كثيرة لا تحصى.

1 / 294