وأما قوم فقالوا إنما لم يجعل كل الأوائل للنيرين حظا في الحدود لأن الطبائع خمسة حار يابس على طبيعة المريخ وحار رطب على طبيعة المشتري وبارد يابس على طبيعة زحل وبارد رطب على طبيعة الزهرة وممزوج منها على طبيعة عطارد فطبيعة الزهرة موافقة لطبيعة القمر بالرطوبة والتأنيث وطبيعة المريخ موافقة لطبيعة الشمس بالحرارة والتذكير فلاتفاق طبيعتهما لطبيعة النيرين استغنى بحظهما في الحدود عن أن يجعل للنيرين فيها حظا وقالوا إن كل واحد من النيرين يفعل في حد الكوكب الموافق له بطبيعته مثل فعل الكوكب
وأصح القسم قسمة هؤلاء الذين لم يجعلوا للنيرين حظا في حدود البروج وهو الذي اتفق عليه الأوائل كلهم إلا أن كل واحد من هؤلاء وإن كان قسم كل برج منها بين الكواكب الخمسة فقد خالف صاحبه في ترتيب كواكبه وكمية درج حد كل كوكب إلا أن عامتهم جعلوا آخر البروج حدود النحوس لأن آخر البروج من حظ الإدبار والضعف كما ذكرنا فيما تقدم والإدبار والضعف منحسة والنحوس أولى بها
Page 496