111

Mudkhal Kabir

Genres

والثاني هو أن تجتمع مياه كثيرة في مثل هذه المواضع وتقف زمانا طو يلا ولا يتبين فيها ما ينصب فيه من الأودية والأنهار ولا ما يخرج منها لأن المياه إذا وقفت زمانا طو يلا تصير غليظة مالحة الطعم مرة وغير ذلك من الطعوم ويتولد فيها البخار الغليظة والرياح لملوحة الماء ومرارته ولما يصعد إليه من بخار الأرضين فأما البخار فإنه يزيد في ذلك الماء وأما الرياح فإنها إذا اجتمعت وكثرت في ذلك الماء ثم علاه القمر حرك بطبعه وحركته وصعوده من الأفق ذلك الماء فتحرك الماء كله وفتر وحمي لغلظه وتحلل وأقبل متحركا مقبلا مع القمر فإذا تحرك الماء بتحريك القمر له وحمي وتحلل تنفس واحتاج إلى مكان أكثر من المكان الأول وزاد ذلك التنفس في حركة الماء وتحركت الرياح التي في أعلى ماء البحر إلى أسفله واتصلت تلك الحركة بالرياح التي في أرض البحر فترتفع الرياح التي فيها وفي أسفل الماء لتخرج من بعض المواضع فيرتفع الريح بحركتها وارتفاعها الماء ئلى إلى فوق فيتنفس الماء ويعلو ويفيض فيكون منه المد فلا يزال الماء صاعدا متحركا متنفسا بتحريك القمر له وبصعوده والريح تحرك الماء أيضا وترفعه وتخرج تلك الريح أولا فأولا ويتحلل ويتنفس ما دام القمر صاعدا ذاهبا إلى وسط السماء فعند ذلك ينتهي المد منتهاه فلهذه العلة تكون في البحر في ابتداء المد رياح عاصفة شديدة فإذا انحدر القمر من وسط السماء رجع الماء بطبعه إلى موضعه فكان الجزر فإذا بلغ القمر وتد المغرب ابتدأ المد مقبلا حتى يبلغ القمر إلى وتد الأرض ثم يجزر الماء ئلى إلى أن يبلغ القمر إلى أفق المشرق فإذا ظهر القمر من الأفق عاد المد إلى مثل ما كان عليه

Page 274