قال: «أحقا؟»
واستتلى العجوز يقول: «لقد عرفت أمها يا توم وجدتها، وكانت مولعة بي ، هي التي حاكت لي هذا الصدار يا توم.»
قال: «أفعلت ذلك هي؟»
واسترسل العجوز قائلا: «وهذا الحذاء، ولكن لا تذكر شيئا من ذلك يا توم؛ لأني لا أحب أن يعرف أحد من الناس أنها كانت تحبني إلى هذا الحد، فقد يحدث ذلك بعض الكدر في الأسرة.»
وبدت على العجوز جرأة متناهية، قال توم سمارت في وصفها فيما بعد، إنه كاد يهم من تناهيها أن يجلس فوقه بلا ندامة أو أسف.
ومضى ذلك الشيخ المستهتر يقول: «لقد كنت في زماني أخا حظوة كبيرة عند النساء، وكم من مئات الغيد رحن يجلسن في حجري ساعات طوالا لا يزايلنه، فما رأيك في هذا يا كلب؟»
وهم الشيخ بأن يقص عليه طرفا من وقائعه الغرامية في شبابه، لولا أن استولت عليه نوبة صرير عنيفة، أعجزته عن المضي في قصصه.
وقال توم لنفسه: «هذا جزاؤك أيها الشيخ المتصابي!» ولكنه لم يقل للعجوز شيئا.
وعاد هذا إلى حديثه فقال: «آه! لقد أصبحت أعاني كثيرا من هذه العلة اليوم، لقد بدأت أشيخ يا توم، وكدت أفقد كل مقوماتي الحديدية وقضباني، وقد أجريت لي أيضا جراحة قبل الآن ... وأدخلت قطعة صغيرة في ظهري، وكانت المحنة أليمة قاسية يا توم، عانيت منها عناء شديدا.»
وأجاب توم سمارت قائلا: «أكبر ظني يا سيدي أنك عانيت كثيرا.»
Unknown page