Mucjam Shuyukh
Muʿjam al-Shuyukh
Genres
ولد في ثالث عشري شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين وسبع مئة بمصر ومات والده وهو طفل في شهر رجب سنة سبع وسبعين وأدخل المكتب بعد أن أكمل خمس سنين ورزق سرعة الحفظ بحيث حفظ سورة مريم في يوم واحد وكان يحفظ أكثر الأيام الصفحة من كتاب الحاوي الصغير في الفقه في ثلاث مرات يصححها مرة ويقرأها على نفسه أخرى ثم يعرضها حفظا وجاور بمكة في سنة خمس وثمانين وسمع بها اتفاقا صحيح البخاري على العفيف النشاوري وهو أول شيخ سمع عليه الحديث وحضر مجلس الختم للشيخ جمال الدين الأميوطي وفي هذه السنة بحث في فقه الحديث على جمال الدين ابن ظهيرة قرأ عليه في عمدة الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي وفي هذه السنة صلى بالمسجد الحرام التراويح بالقرآن العظيم وكان قد ختم قبل ذلك بسنة وسمع في سنة ست وثمانين بمصر بقراءة الجمال بن ظهيرة على النجم بن رزين صحيح البخاري واشتغل في عدة علوم على عدة مشائخ من أهل العصر وأول اشتغاله في سنة سبع وثمانين ولم يكن له من يحثه على الاشتغال ففتر عزمه جدا إلى سنة تسعين فحبب إليه النظر في التواريخ والأدبيات ففاق في فنونهما حتى كان لا يسمع شعرا إلا استحضر من أين أخذه وقال الشعر الحسن وطارح الأدباء وحبب إليه في سنة ست وتسعين سماع الحديث النبوي على الأوضاع المتعارفة بين أهل الحديث فسمع الكثير بقراءته وقراءة غيره على مسندي القاهرة ومصر ووجد عنده من النظر في التواريخ ما أعانه على معرفة الرجال في أسرع مدة وخرج في تلك السنة لبعض مشايخه ثم في التي تليها للبرهان الشامي ورحل فيها إلى السكندرية فسمع بها من جماعة وركب البحر المالح إلى بلاد اليمن غير مرة أولها سنة احدى وثمان مئة لما رجع من اليمن وجاور بعض سنة ست وثمان مئة وسمع بمكة ومنى والمدينة والينبوع والطور وارتحل إلى دمشق في سنة اثنتين وثمان مئة فأدرك بها بقية أصحاب القاسم بن عساكر والحجار بالسماع والقاضي سليمان بالإجازة ونظرائهم وأقام بها مائة يوم حصل له فيها من المسموع نحو ألف جزء غير الكتب الكبار وذلك مع قضاء أشغاله وتعليقه وسمع بغزة والقدس والخليل ونابلس والرملة وعدة من البلاد فأكثر ما لا يوصف ولا
Page 71