اللهم فاجعلنا مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
اللهم رحمتك نرجو ومغفرتك نأمل (١) فلا تخيب رجاءنا وحقق فيك آمالنا.
وما أحسن ما قال الشافعي ﵁: "ما أرى الناس ابتلوا بشتم أصحاب رسول الله ﷺ إلا ليزيدهم الله بذلك ثوابا عند انقطاع أعمالهم" (٢) .
وأما قول المعترض: (إن حديث طارق بعينه متضمن شهادة أن محمدا رسول الله ﷺ، ومن لوازمها) .
فيقال: ومن نفى ذلك؟ ومن الذي رده؟ وإذا تضمن الشهادة بالرسالة فتضمنه للكفر بما عبد من دون الله أولى، فما هذا الإنكار والجهل الجهار؟ .
وأما حديث أسامة: ففيه وفي أمثاله من الأحاديث التي دلت على الكف عمن قال: "لا إله إلا الله ". دلالة على أن الكفر بما يعبد من دون الله لا بد منه، وإنما اختلفت دلالة الألفاظ ومعانيها، في حالة الأفراد والاقتران، كما تقدم.
وأيضا يقال لهذا: إن أنكرت دلالة: "لا إله إلا الله " على الكفر بما يعبد من دون الله أبطلت كلامك الذي قبل هذا بأسطر، ورجعت إلى (٣)
(١) في (ق) و(م): "نؤمل ".
(٢) انظر: "تبيين كذب المفتري "ص (٤٢٤) .
(٣) في (م): "على ".