137

Mirʾat al-ginan waʿibrat al-yaqzan fi maʿrifat ma yuʿtabar¶ min hawadit al-zaman

مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر¶ من حوادث الزمان

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

سنة ثمان وثمانين
فيها زحفت الترك، وأهل فرغانة والصفد، عليهم ابن أخت ملك الصين في جمع عظيم، يقال كانوا مائتي ألف، فالتقاهم قتيبة بن مسلم وهزمهم، وفيها توفي عبد الله بن بسر المازني، وهو آخر من مات من الصحابة بحمص، قلت هكذا ينبغي أن يقال: وأما قول الذهبي أنه أخر من مات من الصحابة مقتصرًا على هذا فغير صحيح، وكلامه بعد هذا ينقصه، توفي سهل بن سعد الساعدي في
سنة إحدى وتسعين، وأنس بن مالك في سنة ثلاث وتسعين على القول الراجح الذي قطع به هو في مختصر، وذكر أيضا أن عبد الله بن بسر المذكور أرخه عبد الصمد بن سعيد في سنة تسع وتسعين. قلت وهذا يمكن أن يقال على هذا القول إنه آخر الصحابة موتًا، لكن ينبغي النظر في شيء آخر، وهو: ان الصحابي من هو؟ فعلى أحد الأقوال أنه من رأى النبي صلى اللهء وآله وسلم مسلمًا، وكذا في حكم الإسلام متى يصح من الإنسان فإن محمود بن الربيع عقل في مجة مجها رسول الله ﵌ من بير في دارهم وهو ابن أربع سنين، وموته كان في سنة تسع وتسعين. وأبو الطفيل الكناني نقل العلماء أنه آخر من رأى النبي ﵌ في الدنيا يعنون آخرهم موتًا، وموته في سنة مائة، لكن لا أدري هل رآه مسلمًا أم لم يسلم بعد؟ فليبحث عن ذلك. وقد علم أيضًا أن الصغيريحكم بإسلامه تبعًا كما هو معروف في كتب الفقه، هذا ما أردت من التنبيه على ذلك فليعلم، والله تعالى بكل شيء أعلم.
سنة تسع وثمانين
فيها توفي على القول الصحيح عبد الله بن ثعلبة العذري، مسح النبي ﵌ رأسه، ودعا له فوعى ذلك، وسمع من عمر ﵄.
سنة تسعين
فيها ولي امرة مصرقرة بن شريك، وكان جبارًا ظالمًا. وفيها ظفر قتيبة بأهل

1 / 143