سنة أربع وسبعين
فيها توفي السيد الجليل، الفقيه المحدث، القدوة ذو الأوصاف الملاح، الذي شهد له النبي ﵌ بالصلاح، ابو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي ﵄، وكان قد عين للخلافة يوم الحكمين مع وجود علي وكبار من الصحابة ﵃. ومن مناقبه قول النبي ﵌: " أرى عبد الله رجلًا صالحًا والصالح هو القائم بحقوق الله تعالى وحقوق العباد " وقوله ﵌: " نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل " ثم لما سمع ذلك واظب على الصلاة بالليل ومنها محافظته على اتباع السنة وكثرة تعبده حتى روي أنه اعتمر أكثر من ألف عمرة ولما حضرته الوفاة أمرهم أن يدفنوه ليلًا، ولا يعلم الحجاج لئلا يصلي عليه قال الأزرقي في تاريخ مكة قبره في ذات اذخر يعني فوق القرية التي يقال لها المعايدة وبعض الناس يزعم أنه في الجبل الذي فوق البستان قريبًا من السور على يمين الخارج من مكة، متوجهًا إلى المحصب، هو خلاف قول الأزرقي المذكور. قال الإمام المهذب سعيد بن المسيب يوم مات ابن عمر ﵄: ما في الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منه.
وقوله ابن المسيب: هذا نحو ما قال علي في عمر يوم مات، وقال أبو داود مات ابن عمر بمكة أيام الموسم، يعني سنة ثلاث وسبعين. وتوفي بعده أبو سعيد الخدري وهو سعد بن مالك الأنصاري، وكان من فقهاء الصحابة وأعيانهم، شهد الخندق وبيعة الرضوان وغير ذلك. وسلمة بن الأكوع الأسلمي، كان بطلًا شجاعًا راميًا يسبق الفرس شدا، وله مشاهد محمودة، وهو ممن بايع رسول الله ﵌ على الموت يوم الحديبية وأبو جحيفة السوائي وقيل تأخر إلى بعد الثمانين. وتوفي محمد بن حاطب بن الحارث الجمحي وله صحبة ورواية، وهو أول من دعى