وقال أبو سعيد (رحمه الله)، في قول الله تعالي :" والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء" وذلك قيل في الداين بالضلال يعمل بدين، ويجتنب بدين، ومجتهد في ذلك.
وأما قوله:" أو كظلمات في بحر لجي" قيل هذا الذي يرتكب ما يدين بتحريمه، ويتجاهل، ويعمل بالمعاصي بغير دين، والله أعلم بتأويل كتابه.
وقال سعيد بن قريش في قوله تعالي:" وجعلنا من الماء كل شيء حي" أنه ماء الذكر الذي جعله الله سببا لتناسل الحيوان.
وفي الأثر بخط أبي سعيد(رحمه الله) في قول الله تعالي:" ومن يولهم يومئذ دبره"، الآية : فقد قيل: إن ذلك في الفرار من الزحف في الحرب، وقيل إنها نزلت في يوم أحد، وقيل إنها ثابتة لم تنسخ إلي يوم القيامة، وقيل إنها نسخت بقول الله تعالي:" إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم"، وقيل نزلت في يوم أحد، وذلك بعد وقعة بدر، وقد قيل: إن الأول عام، وقيل: إنه خاص في العفو عند التوبة. وهذا أحب إلينا.
وفي قوله الله" مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء".
فالمهطع: هو المستسلم، والمقنع: هو المنكس رأسه، والهواء: هو الخلاء من الشيء، فقلوبهم خالية من الإيمان بمنزلة الهواء، لا شيء فيها.
وفي قوله تعالي:" ولو ترى إذ الظالمون في غمراك الموت والملائكة باسطوا أيديهم ".
فقيل: إن ذلك عند خروج روح الإنسان.
وفي قوله تعالي: " فاقرءوا ما تيسر من القرآن ": أي ذلك عند فاتحة الكتاب في الصلاة المفروضة، وقيل: ذلك في النوافل.
Page 216