Manhaj al-ṭālibīn wa-balāgh al-rāghibīn
منهج الطالبين وبلاغ الراغبين
Genres
وإذا قال العبد: لا إله إلا اله أخذت مع عمودين، فتخرق سماء سماء، وصفا صفا من الملائكة، ولها دوي كدوي النحل حتى تبلغ العرش؛ فيقول لها حملة العرش: اسكني يا عظمة الله: لا أسكن حتي ينظر الله إلى قائلي، فلا يلتئم الخرق الذي خرقه قول: لا إله إلا الله؛ حتى ينظر الله إلى قائلها.
وقال ابن عباس: من نظر الله إليه بالرحمة لم يعذبه، وفسورا قوله تعالي: " وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة " فالظاهرة قول: لا إله إلا الله، والباطنة ستره لمعاصي العباد، وقيل النبي (صلي الله عليه وسلم): الظاهرة قد عرفناها، والباطنة ما هي؟ قال (صلي الله عليه وسلم ): "أما لو رآك عليها الناس مقتوك".
ومن قرأ نعمة على معني الواحد، ظاهرة على اللسان، فهو قول: لا إله إلا الله، وباطنة في القلب.
ومن نعم الله عز وجل على عباده النفس الذي يتنفسون به؛ لما روي أن بعض العارفين قال: لله تعالي على في كل يوم وليلهة من وجه واحد أربع عشرة ألف نعمة، قيل له: وكيف أحصيت ذلك؟ قال: أحصيت أنفاسي في يومي وليلتي؛ فإذا هي أربعة عشر ألف نفس.
وفي بعض الأقوال أن النهار اثنتا عشرة ساعة، والساعة اثنتا عشرة شعيرة، والشعيرة اثنتا عشرة دقيقة والدقيقة اثنتا عشرة نفسا، فعلي هذا الحساب يكون قريبا من الحساب الأول. والله أعلم، وقيل: إنه يبلغ تسعمائة نفس، وأربعة وعشرين. ألف نفس في اليوم، والليلة، والله أعلم.
Page 291