287

Manhaj al-ṭālibīn wa-balāgh al-rāghibīn

منهج الطالبين وبلاغ الراغبين

قال النبي (صلي الله عليه وسلم): "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها حقنوا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله"( (1) )، وقال: "لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله"

وقوله عز وجل: " لا إله إلا الله " وحد نفسه، وشهد لها أنه لا إله إلا هو. قال عز وجل: " شهد الله أنه لا إله إلا هو " افتتح ربنا سبحانه وتعالي الآية باسم من أسمائه، وهو الاسم الأعظم، الذي يستفتح به الصلوات، والاستعاذات، والعبادات، والتكبيرات، وجميع المبتدآت من جميع الطاعات. ويدل على ذلك ما تواترت به الأخبار عن النبي (صلي الله عليه وسلم) في شرف هذه الآية، وفضلها على سائر الآي، وأنها سيدة آي القرآن.

ثم أتبع الاسم بنفي كل معبود سواه، وهي: كلمة التوحيد، والأخلاص التي لا يقبل الله من عبد قولا، ولا عملا، ولا دينا إلا بها، وبعث بها الرسل، وقال لنبيه(صلي الله عليه وسلم): " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " وقال النبي (صلي الله عليه وسلم): أعلي الإيمان: قول لا إله إلا الله، وأدناه: إماطة الأذي عن الطريق، وقال: "أفضل الذكر قول لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله" .

وقيل: لا إله إلا الله في تسعة وثلاثين موضعا من القرآن، وقال ابن عباس في تفسير قوله تعالي: " إن الله يأمر بالعدل والإحسان " قال: العدل شهادة إن لا إله إلا الله، وقال ابن مسعود: أجمع آية في القرآن: " إن الله يأمر بالعدل والإحسان "، وفسر قوله تعالي: " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة " قال: الحسنة: شهادة إن لا إله إلا الله، والسيئة: الشرك بالله.

Page 290