النبوة : أن ظبية سلمت عليك بالعرض(1) وكلمتك بالنبوة ؛ والله لو جاء بهذا صم لما زاد ، ثم ادعيت أن نبي الله أشركك في الأمر فكيف تكون شريكه وقد نقضت أمره . ثم كان من نكدك أنا جئناك بصم لنا لتبرك عليه وتداويه في رمده ، فتفلت في عينه فعمى ، ودعوت لبئر بيتي فملحت وغار ماؤها ، وحلبت ناقة بني عوف فيبس ضرعها . والله يابني حنيفة ! ماحدثكم هذا بأمر قبل أن يكون فكان كما قال . ولاحدثكم بأمر قد كان فوجدتم خبره في أيدي الناس . والله لقد جاء بأساجيع مافينا رجل يشاء بأن يجىء بأحسن منها إلا فعل . ثم تكهن فجاء بأمر لا يجيء به حليم ولاسفيه ، ولاعاقل ولاجاهل . إنما النبي مثل محمد علاله ، صدق الأنبياء وحدث عن القرون ، وصدقه أهل الكتاب ، وحكم على نفسه بالمكروه ، وجاء بما عمي عنه الناس . فاتقوا الله وراجعوا الإسلام» . فشتموه ، وهموا به . فبلغه إقبال خالد فقال لقومه : إني شاخص (1) عنكم أتلقاه ، وقدم قدامه راكبا() بعث معه إلى خالد رضم الله عنه :
Page 207