264

============================================================

متفاضلون في الأغمال......

فان الشارع لم يجعل ذلك حاصلا بمجرد قول اللسان فقط. وتامل حديث البطاقة(1)، فإنه من المعلوم أن كل موحد له مثل هذه البطاقة، وكثير منهم من يدخل النار .

(متفاضلون في الأعمال)، أي باختلاف الأحوال.

قال الإمام الأعظم رحمه الله في كتابه "الوصية": ثم العمل غير الإيمان، والإيمان غير العمل، بدليل أن كثيرا من الأوقات يرتفع العمل من المؤمن، ولا يجوز أن يقال يرتفع عنه الإيمان، فإن الحائض ترتفع عنها الصلاة، ولا يجوز أن يقال يرتفع عنها الإيمان، أو أمر لها بترك الايمان، وقد قال لها الشارع: دعي الصوم ثم اقضيه، ولا يصح أن يقال: دعي الإيمان ثم اقضيه، ويجوز أن يقال ليس على الفقير زكاة، ولا يجوز أن يقال: ليس على الفقير الإيمان. انتهى.

ال وحاصله أن العمل مغاير للايمان عند أهل السنة والجماعة، لا أنه جزء منه(2) وركن له من الأركان كما يقوله المعتزلة، لما يدل عليه العطف (1) حديث البطاقة: رواه أحمد، والترمذي، وقال: حسن غريب. انظر: ترتيب المسند152/24.

(2) العمل مغاير للايمان وليس جزءا من الإيمان: قال اللقاني في جوهرة التوحيد: وفسسر الايمان بالتصديق والنطق به الخلف على التحقيق فقيل شرط كالعمل وقيل بل شطر والاسلام اشرحن بالعمل فالنطق بعض الإيمان الذي وقر في القلب فالإيمان مجموعة التصديق والإقرار، أما الأعمال كالصلاة، والزكاة والصوم، والحج، أعمال وعبادات فليست جزءأ من

Page 264