============================================================
عن بعض الآية المفيد ، كما يفيده قول الناظم الأتي : (أو بعضها)(1) لأن في ارتباطها بما قبلها وبعدها أنواعا من بدائع الحكم لا يحيط بها غيره صلى الله عليه وسلم) فالحق : أنهم عاجزون عن محاكاة آية من آياته حتى: ثم نظر} أو بعضها المفيد، لكن مع النظر لمناسبتها لما قبلها وما بعدها وأما التصريح بأنه لم يقع العجز إلا عن ثلاث آيات .. فترده المشاهدة الخارجية؛ إذ لم يسمع عن أحد قط أنه حاكى شيئا (منه، و) أعجز (الجن) آية منه أيضا، وذكرهم كالإنس؛ لأن التحدي وقع لهم أيضا؛ لأنه صلى الله عليه وسلم مبعوث إليهم اجماعا، وزعم أنهم إنما ذكروا تعظيما لإعجازه ؛ لأنهم ليسوا من أهل اللسان العربي يرد بأن الأية تقتضي آنهم يحسنون اللسان العربي، فادعاء خلافه يحتاج لدليل، قيل: ولم يذكر الملائكة ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم ليس مرسلأ إليهم، ويرد بأن الأصح خلافه، ومن ثم قال بعضهم: إنهم منويون في الأية أيضا، وأنهم لا يقدرون على معارضته؛ أي : وكأن حكمة عدم ذكرهم عصمتهم عن المخالفة، فلم يحسن تحديهم، وعلى كل فلم يستطع أحد من الفريقين في زمنه صلى الله عليه وسلم ولا بعده أن يأتي بمثل سورة، أو يأتي بمثل آية منه على نظمه البديع، وتأليفه المنيع، وعذوبة منطقه، وما فيه من الأمثال والإخبار بالمغيبات، ودلائل البعث والنبوة، والأخلاق الكريمة وضدها ، وهذا مقتبس من قوله تعالى : { قل لين آجتمعت الاينش والجن على أن يأتوا بمثل هذلذا القرهان لا يأ تون يعثلهه ولو كاب بعضهم لبعض ظهيرا وحينثذ (فهلا) هي في أصلها للتحضيض، والمراد بها هنا : التهكم، ونظيره من حيث إن (لولا) بمعنى (هلا) فيثبت لهذذه ما لتلك : { فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله الآية، فهي هنا للتوبيخ والتنديم ، فكذلك (هلا) هنا لتوبيخ من يزعم إمكان المعارضة، كبعض أهل الضلال والإلحاد: (يأتي ببعضها) أي: الآية، والمراد: بعضها المفيد، وفي نسخة شرح عليها الشارح: (به) والأحسن عود ضميره على ما ذكر من الاية، وأعاده على القرآن، (1) الذي سيأتي قوله: (يأتي ببعضها)، وكلاهما فيه تصحيف، ولا يستقيم معه الوزن، والصواب: (يأتي به) وهي نسخة اعتمد عليها شارحها العلامة الجوجري، كما سيشير إليه ابن حجر بعد قليل، والله أعلم
Page 318