303

Minah Makkiyya

Genres

============================================================

بالنار ولا غيرها، وهذا أبلغ) ثم قال : (وأعجب من هذذا أنه كان إذا مشى على الصخر.. لانت تحت أقدامه، وإذا مشى على الرمل.. لا يؤثر فيه، خرقا للعادة الجارية) وقال في أول كتابه : (ونحن نذكر ما نقل عن كل نبي من المعجزات، وما ثبت لنبينا صلى الله عليه وسلم من الخصائص، وما له من الفضائل والفواضل): مؤطوع الأخمص الذي منه للقذ ب إذا مضجعي أقض وطاء (موطىء) بدل من (التراب) (الأخمص) يضم الميم، المراد به: الجس؛ أي : الأخمصين، وهو من التعبير بالبعض عن الكل؛ إذ الأخمص من القدم : الموضع الذي لا يلتصق بالأرض منها عند الوطء، والخمصان المبالغ فيه ، ولا يرد على كلامه ما رواه البيهقي عن آبي هريرة رضي الله عنه : (كان صلى الله عليه وسلم إذا وطىء بقدمه.. وطىء بكلها، ليس له أخمص)(1) وابن عساكر عن أبي أمامة : (كان صلى الله عليه وسلم لا أخمص له، يطأ على قدمه كلها)(2) لأن المراد : أن أخمصه معتدل الخمص، ومن ثم قال ابن الأعرابي : إذا كان خمص الأخمص بقدر لم يرتفع جدا ولم يستو أسفل القدم جدا.. فهو أحسن ما يكون، وإن استوى أو ارتفع جدا..

فهو مذموم (الذي) نعت للمضاف، ولا يصح كونه نعتا للمضاف إليه إلا بالتكلف (منه) صفة للمبتدأ الذي هو (وطاء) تقدمت عليه فصارت حالا (للقلب) خبر المبتدأ، وهو: الفؤاد، وقد يعبر به عن العقل، ومر المراد بالقلب والخلاف في العقل: وذكر القلب بعد الأخمص فيه تجنيس مراعاة النظير.

(إذا مضجعي) أي: جنبي الذي أضطجع عليه (أقض) - بالقاف والمعجمة أي : أصابه القضض، وهو: التراب الذي يعلو الفراش، كما في "القاموس" (وطاء) أي: فراش، وصف ذلك التراب الذي هو موطىء القدمين الشريفتين بأنه لو (1) دلائل النبوة (274/1).

(2) تاريخ دمشق (300/3)

Page 303