304

Minah Makkiyya

Genres

============================================================

فرض آن مضجعه أصاب تراب فراشه الذي هو من جملة ذلك التراب.. سرى سر ذلك التراب الأكبر إلى قلبه، فأناره وأراحه من الأغيار، وصيره على أكمل الأحوال ، وصانه عن قبائح الخطرات والأهوال، كما أن الفراش يصون من فرش له عن ذلك، وهذا أولى وأظهر مما حل به الشارح هلذا البيت . فتأملهما.

ومن أوصافها أيضا أنه 178 حظي المشجذ الحرام بممشا ها ولم ينس حظه إيلياء (حظي المسجد الحرام) يعني: جميع حرم مكة المشرفة؛ إذ المسجد الحرام يراد به ذلك كثيرا ، كما في القرآن في مواضع كثيرة ، بل كل ما ورد فيه من ذلك المراد به : مكة ، إلا في نحو قوله تعالى : { فول وجهلف شطر المشجد الحراو) (بممشاها) أي: بمشي تلك القدم فيه أي: فضل حرم مكة سائر البقاع، ما عدا موضع قبره المكرم، كما عليه اكثر العلماء، بواسطة ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وتربيته ونشأته فيه ، ومن ثم صح من غير نزاع فيه لأحد : أنه صلى الله عليه وسلم قال لمكة : " والله إنك لأحث أرض الله إلى الله ، ولؤلا أني أخرجت منك كزها ما خرجت"(1)، والحديث المعارض لذلك الذي يرويه مفضلو المدينة المنورة..

موضوع كما اعترف به إمام المالكية أبو عمر بن عبد البر، وصرح بأن أفضلية مكة هي الحق عند من آلهم رشده، وبرىء من التعصب: (ولم ينس حظه) منه (إيلياء) أي: بيت المقدس، بل شرفه صلى الله عليه وسلم بمشيه فيه أيضا، وصلاته فيه بالأنبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام ليلة الإسراء، كما جاء ذلك في الأحاديث الصحيحة، ولم يذكر المدينة ؛ لأنه هو الذي أنشأ شرفها، كما قال في الحديث الصحيح : " اللهم؛ إن إبراهيم حرم مكة، وإني حرمت المدينة..." الحديث (2).

(1) أخرجه ابن حبان (3708)، والترمذي (3925)، وابن ماجه (3108).

(2) أخرجه مسلم (1374)، والبيهقي في " السنن الكبري" (201/5)

Page 304