============================================================
بصرية وهو الظاهر، أو مفعول ثان إن جعلت علمية (أشرقت) أي: زالت عنها (من) أجل (نجومها الظلماء) ففيه تجوز؛ إذ الاشراق إنما يستعمل للنور، ووجه الشبه: ما حصل للأرض بإصابة الغيث، وللسماء من النجوم، من زوال ظلمتها الحقيقية في السماء، والمجازية في الأرض وبين (الأرض) و(السماء)، و(الإشراق) و(الظلمة) الطباق، وتراها أيضا 1192 تخجل الذر واليواقيت من نؤ ووباها البيضاء والحمراء (تخجل) أي : تحير وتدهش (الدر) أي: اللؤلؤ (واليواقيت) وهي فارسي معرب، وإسناد الخجل إليها مجاز، وهو على حذف مضاف؛ أي: أهلهما، بمعى: أن من بأيديهم تلك الجواهر يشاهدونها ليلأ ونهارا، لا يملكون نفوسهم عن رؤية تلك الأزهار الغريبة والأعشاب العجيبة (من نور) - بفتح النون- أى : زهر، وهو بيان لفاعل (تخجل) الاتي (رباها) - بضم الراء-: المحال المرتفعة منها، وخصت؛ لأن ما بها أنضر وأبهى من بقيتها (البيضاء) راجع ل الدر) (والحمراء) راجع ل1 اليواقيت) أي: يخجل نورها الأبيض الدر، ونورها الأحمر اليواقيت ، ففيه اللف والنشر المرتب، ومراعاة النظير بذكر المعدنين، والتقابل بذكر الضدين، ويسمى التدبيج؛ لأنه ألوان: وما تقرر: أن الناظم إنما أراد القصة المذكورة التي كانت بالمدينة وصحت بها الأحاديث.. هو الظاهر، ويجوز آن يريد أيضا : ما وقع بمكة على ما ورد : أن قريشا لما أبطؤوا عن الإسلام، ودعا عليهم صلى الله عليه وسلم بالقحط، فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها، وأكلوا الميتة والعظام.. جاءه أبو سفيان فقال : يا محمد؛ جئت تأمر بصلة الرحم، وإن قومك هلكوا، فادع الله، فدعا، فسقوا الغيث، فأطبقت عليهم سبعا، فشكا الناس كثرة المطر، فسأل الله رفعه(1).
ولما ذكر من صفاته صلى الله عليه وسلم الباهرة ما يشوق كل سامع لشيء منها إلى (1) أخرجه البخاري (1007)، ومسلم (2798) بنحوه.
338
Page 272